الاخبارية – وكالات
تصاعدت حدة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة في واحدة من أكثر موجات القصف دموية منذ انهيار مفاوضات الهدنة في مارس الماضي، ما أثار إدانات دولية واتهامات لإسرائيل بارتكاب تطهير عرقي ومحاولات لتغيير ديموغرافي دائم في القطاع.
خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية فقط، قُتل ما لا يقل عن 140 فلسطينيًا نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة، ليرتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 300 منذ يوم الخميس، بحسب ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية. يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الكامل على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مما يزيد المخاوف من وقوع مجاعة وشيكة في غزة، خصوصًا مع تفاقم أوضاع الأطفال وانتشار سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية.
في مستشفى “إندونيسي” شمال غزة، وصف مديره الوضع بـ”الكارثي”، مؤكدًا استقبال العشرات من الجثث والجرحى، فيما لا يزال الكثيرون تحت الأنقاض وسط عجز الطواقم الطبية.
- تصعيد ميداني غير مسبوق ضمن عملية “عجلات جيش جدعون”
أعلنت إسرائيل أن القصف الأخير يمثل المرحلة الأولى من توسيع حملتها العسكرية على غزة ضمن ما سمّته “عملية عجلات جيش جدعون”، والهادفة إلى تحقيق “جميع أهداف الحرب”، بما في ذلك فرض “السيطرة العملياتية” على مناطق داخل القطاع. ترافق القصف مع حشد كبير للقوات الإسرائيلية والدبابات على أطراف غزة، وسط توقعات ببدء اجتياح بري وشيك. - اتهامات أممية لإسرائيل بممارسة تطهير عرقي
أدان مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الغارات الأخيرة واعتبرها وسيلة لإجبار الفلسطينيين على النزوح القسري، مؤكدًا أن ما يجري “يعادل التطهير العرقي وينتهك القانون الدولي”. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال قمة الجامعة العربية في بغداد، إلى وقف دائم لإطلاق النار، مشددًا على أن “ما يحدث في غزة غير مقبول إنسانيًا وأخلاقيًا”. - تزايد عدد الضحايا وسط دمار شامل وغياب المساعدات
مع انهيار المفاوضات ورفض إسرائيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة السابق، تستمر الهجمات وسط غياب أي ممرات إنسانية فعالة. وقد أكدت الجهات الطبية في غزة أن معظم المستشفيات تعمل فوق طاقتها أو توقفت بالكامل نتيجة القصف أو نفاد الوقود والمواد الطبية. - موقف دولي متباين: دعم أمريكي وخطط مثيرة للجدل
في الوقت الذي أبدت فيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعماً للخطة الإسرائيلية، غادر ترامب الشرق الأوسط بعد جولة خليجية شملت السعودية وقطر والإمارات، حيث حصل على وعود باستثمارات ضخمة في الاقتصاد الأمريكي. لكنه أثار الجدل مجددًا بتصريحه عن رغبته في تحويل غزة إلى “منطقة حرية” بإدارة أمريكية، وهو ما اعتُبر تلميحًا لخطة توطين أو احتلال طويل الأمد للقطاع. - جهود عربية متواضعة لإعادة الإعمار ومبادرات دبلوماسية جديدة
ركزت قمة الجامعة العربية على بحث سبل إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة، حيث أعلن وزراء الخارجية العرب عن تخصيص 40 مليون دولار لصالح غزة ولبنان. كما أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن مبادرة إعادة إعمار غزة ستكون مدعومة من الجامعة، في تباين واضح مع الطرح الأمريكي. - جولة مفاوضات جديدة في الدوحة دون شروط مسبقة
رغم التصعيد الميداني، أعلنت حركة حماس عن انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة. وأكد ممثل الحركة، طاهر النونو، أن الجانبين يناقشان كافة القضايا “دون شروط مسبقة”، في محاولة لإحياء مسار الهدنة المجمدة منذ منتصف مارس. - كارثة إنسانية متصاعدة ومجاعة وشيكة
مع استمرار الحصار الإسرائيلي منذ مارس، يعاني السكان في غزة من انعدام الأمن الغذائي. وصرّح منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، توم فليتشر، خلال جلسة لمجلس الأمن، أن “المجاعة تلوح في الأفق” مطالبًا بإعادة فتح المعابر وتسهيل تدفق المساعدات. - خطة إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات… ومنظمات إغاثية تحذر
اقترحت إسرائيل خطة جديدة لتوزيع المساعدات داخل غزة عبر متعهدين من القطاع بإشراف جنود إسرائيليين، وهو ما اعتبرته منظمات إنسانية “خطة غير عملية وقد تؤدي إلى التهجير القسري”. وطالبت تلك المنظمات بالعودة إلى الاعتماد على آليات الأمم المتحدة التي أثبتت فعاليتها في إيصال المساعدات سابقًا.