وجاء الفرج مع نزول معلول حيث ألهمت السماء الثلاثي مروان عطية بلعب عرضية خطيرة في الدقيقة ٩٥ من المباراة استقبلها برأسه ياسر إبراهيم ليخيأها أمام وسام أبو على (الذي نزل المباراة مع بداية الشوط الثاني بديلا لجاراديشار سىء الحظ) فيسددها مباشرة إلى المرمى هدفا جميلا غاليا يساوي تقريبا درع الدوري المنتظر .
**كادت الجماهير والنقاد ومحبي الأهلي في كل مكان أن يتضاءل لديهم الأمل بعد صحوة المنافس وفوزه المستحق على بتروجيت لتبقى القمة كما هي أهلاوية وبدلا من أن يكون التقدم بنسبة الأهداف فقط ،جاء هدف الإنقاذ لتكون القمة بجدارة مما يستدعى التكاتف والتركيز من الإدارة واللاعبين حتى ينهوا مهمة الإنقاذ بلقاء فاركو المتطور الأربعاء القادم ..
**”الحمد لله ” هزت جنبات الاستاد والمقاهي والبيوت بعد أن تحقق الأمل وجاء الفوز بواسطة الفتى الموهوب المهذب وسام أبو علي ليتكامل مع الهدف الأول الجميل الذي سجله إمام عاشور في الدقيقة ٢١ من الشوط الأول واستحق بأدائه أن يكون رجل المباراة .
بينما استحق وسام إنذار الفرحة عندما خلع الفانلة وتوجه فرحا في هيسترية إلى الجمهور التي شعرت في تلك اللحظة أنها اللاعب رقم واحد وأنها -بدون زعل أو مجاملة-كان عليها أن تملأ المدرجات اليوم وأنها -هي الأخرى-كانت محرومة من حضور أخر مباراتين.
**مباراة اليوم بين البنك الأهلي والأهلي هي المحطة السابعة في مهمة الإنقاذ وقبل الأخيرة والحق قد جاءت متكافئة واقتربت فيها نسبة الاستحواذ ولابد من كلمة حق وتقدير لطارق مصطفى مدرب الفريق الذي عرف كيف يوظف لاعبيه سواء في القائمة الأساسية أو التبديلات..ولعب بحساب مقرونا بالحماس والفدائية، محفزا فريقه على أداء مباراة مفتوحة لعلهم يسقطون البطل أو على الأقل التعادل معه وقد حدث بالفعل هذا التعادل في الدقيقة ٤٥ قبل نهاية الشوط بواسطة ياو أنور ..
**ورغم انهم خسروا المباراة فقد كسبوا احترام الجميع لأنهم لعبوا بإخلاص وجدية وحاولوا الفوز بالنتيجة سعيا وراء تحقيق الحلم باللعب أول مرة في الكونفيدرالية وهذا ما أرى شخصيا أنه ممكن جدا في إطار الأداء العام للتسعة الكبار لأن البنك يبقى له مباراتان إذا فاز بهما يمكنه المنافسة على المركز الرابع وبذلك يكتب لنفسه تاريخا جديدا في الأداء والانتشار.
**على الرغم من أن النحاس بادر بتغييرات في الوقت المناسب ولم يقلد كولر هذه المرة ،إلا إنه كان عليه الالتفات لسوء دفاع الأهلي والإجهاد الذي أنتج عدم التفاهم بين اللاعبين وظهر التعب الواضح على الشناوي حارس العرين ولعله يقول لنفسه الآن :” كان على أن أدفع بمعلول في وقت مبكر وأهتم بدعم دكة الاحتياطي بالقادرين على الدفاع الصلب حتى يستطيع الأهلي حسم البطولة والحصول عليها بفارق النقاط وليس فارق الأهداف لأن مباراة فاركو في منتهى الصعوبة وعلينا التعامل معه بحسابات خاصة لأن الفوز فيه لا يجلب الدرع بجدارة فقط ولكنه يمنح النحاس ورجاله وسام الامتياز.
صالح إبراهيم
