يصنف التنوع البيولوجي الذي نعرفه إلى ثلاثة أنواع رئيسية: التنوع الجيني، وتنوع الأنواع، وتنوع النظم الإيكولوجية. ويُفهم التنوع البيولوجي غالبًا من منظور التنوع الواسع للنباتات والحيوانات البرية والبحرية والكائنات الدقيقة، ولكنه يشمل أيضًا الاختلافات الجينية داخل كل نوع – على سبيل المثال، بين أنواع المحاصيل وسلالات الماشية والأنواع البرية – وتنوع النظم البيئية (البحيرات والغابات والصحاري والمناظر والبيئات الطبيعية البرية) التي تستضيف أنواعًا متعددة من التفاعلات بين أعضائها (البشر والنباتات والحيوانات بأنواعها). وتُعد موارد التنوع البيولوجي الركائز التي نبني عليها الحضارات. حيث تُوفر الأسماك 20% من البروتين الحيواني لحوالي 3 مليارات شخص. كما تُوفر النباتات أكثر من 80% من النظام الغذائي البشري. ويعتمد ما يصل إلى 80% من سكان المناطق الريفية في البلدان النامية على الأدوية النباتية التقليدية للرعاية الصحية الأساسية.
وتنحصر أهداف الإحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي سنويًا للأغراض التالية:
-الاعتراف بالدور الحيوي الذي يلعبه التنوع البيولوجي في النظام البيئي،
-زيادة الوعي بالفقدان المستمر للتنوع البيولوجي في العالم،
-تعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي والاستخدام المستدام للموارد البيولوجية.
حيث أن فقدان التنوع البيولوجي يُهدد الجميع، بما في ذلك صحتنا. فقد ثبت أن فقدان التنوع البيولوجي يُمكن أن يُوسع نطاق الأمراض الحيوانية المنشأ – الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر – بينما، من ناحية أخرى، إذا حافظنا على التنوع البيولوجي سليمًا، فإنه يُوفر أدوات ممتازة لمكافحة الأوبئة المختلفة. في حين يتزايد الاعتراف بأن التنوع البيولوجي ثروة عالمية ذات قيمة هائلة للأجيال القادمة، إلا أن عدد الأنواع يتناقص بشكل كبير بسبب بعض الأنشطة البشرية. ونظرًا لأهمية التثقيف والتوعية العامة بهذه القضية، قررت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي سنويًا من خلال: الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة حيث أن المجتمع العالمي مدعو لإعادة النظر في علاقتنا بالعالم الطبيعي، فإن أمرًا واحدًا مؤكدًا: على الرغم من كل ما نحرزه من تقدم تكنولوجي، فإننا نعتمد اعتمادًا كليًا على النظم البيئية السليمة والحيوية في الحصول على الماء والغذاء والدواء والملابس والوقود والمأوى والطاقة، على سبيل المثال لا الحصر. ويتطلب هذا احترام ثروتنا البيولوجية وحمايتها وإصلاحها.
في ديسمبر 2022، اجتمع العالم مونتريال بكندا ضمن المؤتمر العالمى التنوع البيولوجى COP15 وتم الاتفاق على خطة عالمية لتغيير علاقتنا بالطبيعة. ويحدد اعتماد Kunming-Montreal Global Biodiversity Framework إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي 23 هدفًا لعام 2030 و5 أهداف عالمية لعام 2050 لوقف فقدان الطبيعة وعكس مساره خلال 25 عامًا. ومن بين أهدافه: استعادة 20% من النظم البيئية المتدهورة، والحد من دخول أو استيطان الأنواع الغريبة الغازية بنسبة 50%.. ويُسلّط هذا اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، الذي يُقام هذا العام تحت شعار “الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة”، وتسليط الضوء على كيفية ارتباط هذه الخطة المتعلقة بالطبيعة بأهداف التنمية المستدامة، مُبيّنًا ضرورة تقدم كلا الأجندتين معًا بدعمٍ من بعضهما البعض. وتهدف هذه الحملة أيضًا إلى غرس شعورٍ بالإلحاح للتحرك الآن قبل بحلول عام ٢٠٢٥، حيث لن يتبقى سوى خمس سنوات لتحقيق كلٍّ من الأهداف قصيرة المدى للإطار العالمي للتنوع البيولوجي وأهداف التنمية المستدامة 2030.
ما هو القاسم المشترك بين الإطار العالمي للتنوع البيولوجي وأهداف التنمية المستدامة؟ تتولى اتفاقية التنوع البيولوجي (CBD) مسؤولية الاحتفال باليوم الدولي، وهي بمثابة أداة الأمم المتحدة لحماية التنوع البيولوجي. وتوفر الاتفاقية، من خلال موقعها الإلكتروني، أدوات ترويجية متاحة بلغات متعددة. من بينها الصفحة التفاعلية بالموقع التي تستكشف العلاقة بين الإطار العالمي للتنوع البيولوجي وأهداف التنمية المستدامة.
عندما يواجه التنوع البيولوجي مشكلة، تواجه البشرية مشكلة. فغالبًا ما يُفهم التنوع البيولوجي من منظور التنوع الواسع للنباتات والحيوانات المستأنسة والبرية والكائنات الدقيقة، ولكنه يشمل أيضًا الاختلافات الجينية داخل كل نوع – على سبيل المثال، بين أنواع المحاصيل وسلالات الماشية – وتنوع النظم البيئية (البحيرات والغابات والصحاري والمناظر الطبيعية الزراعية) التي تستضيف أنواعًا متعددة من التفاعلات بين أعضائها (البشر والنباتات والحيوانات). وتُعد موارد التنوع البيولوجي الركائز التي نبني عليها الحضارات. -لكن فقدان التنوع البيولوجي يُهدد الجميع، بما في ذلك صحتنا. فقد ثبت أن فقدان التنوع البيولوجي يُمكن أن يُوسع نطاق الأمراض الحيوانية المنشأ – الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر – بينما، من ناحية أخرى، إذا حافظنا على التنوع البيولوجي سليمًا، فإنه يُوفر أدوات ممتازة لمكافحة الأوبئة المختلفة. في حين يتزايد الاعتراف بأن التنوع البيولوجي ثروة عالمية ذات قيمة هائلة للأجيال القادمة، إلا أن عدد الأنواع يتناقص بشكل كبير بسبب بعض الأنشطة البشرية. ونظرًا لأهمية التثقيف والتوعية العامة بهذه القضية، قررت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي سنويًا.
وأخيراً هل تعلم؟- إن الاتجاهات السلبية الحالية في التنوع البيولوجي والنظم البيئية ستُقوّض التقدم المُحرز نحو تحقيق 80% من الغايات المُقيّمة لأهداف التنمية المستدامة الثمانية. لقد تغيّرت ثلاثة أرباع البيئة البرية وحوالي 66% من البيئة البحرية بشكل كبير نتيجةً للأنشطة البشرية ويُواجه كذلك مليون نوع من الحيوانات والنباتات الآن خطر الانقراض.
بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس أستاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس ورئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – مؤسس المحميات الطبيعية في مصر-عضو اللجنة العلمية والإدارية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- المستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة-الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم