على غير المعتاد اكتب فى المساء بدلا من الصباح لظروف قهرية ولا استطيع النوم قبل ان اقول كلمتين وبس ربنا ما يحرمنى منها ولا منكم ولا يحرمكم من كلمتين وبس عنوان الصدق والحقيقة بلا نفاق ولا خداع ولا اغراض
كلمتين وبس هذا المساء عن ظاهرة موجوده من زمان وحتى الان رغم اختلاف معناها وادواتها واغراضها ومصمونها ظاهرة كلنا كنا عارفينها زمان وكلنا عارفينها وشايفنها الان
ظاهرة اسمها التلميع ايوة التلميع وايه الجديد هقول لحضراتكم حالا الفرق بين التلميع زمان وتلميع هذا الزمان
التلميع زمان كان ظاهرة منتشرة لتلميع الجماد فيقولون تلميع الاحذيه تلميع الموبيليا تلميع السيارات تلميع السيراميك والبلاط تلميع دهانات المنازل وهكذا كان المقصود بكلمة التلميع زمان الزمان ايام مكان التلميع يؤدى الى حسن المنظر والمظهر ويضيف رونقا وجمال على كل ما هو جماد متلمع وللحقيقة عمر تلميع الجماد زمان ما كان فيه نفاق ولا له اغراض ابدا ولا يحسن من الصور التى لا ينطبق عليها قوانين التلميع زمان فلكل جماد تلميع يليق به ويناسبة ولا يحسن من درجاتة وكان التلميع الجمادى زمان بيتم بالفرش او الاسفنج والورنيشات والبويات والمواد الكيميائية
اما للاسف التلميع هذا الزمان تحول وتغير فى كل شئ فاصبح التلميع الان هو تلميع الانسان نفسه بشخصه ولحمة دون الجماد لدرجة ان الجمادات كلها حزينة على اهمال الانسان فى تلميعها زى زمان وتحوله المفاجئ لتلميع نفسه اى الانسان باستخدام وسائل غريبة منها الكلمة الغير صادقة والنفاق المتخم والكذب البين الواضح واخطرها التلميع عن طريق شلة المنافقين والمنتفعين فى تلميع فرد او جهة او مؤسسة دون وجه حق ولاغراض ما فى نفس يعقوب مع ان يعقوب نفسه برئ من كل اساليب التلميع
قد يكون تلميع انسان فى هذا الزمان بتوجيهات مغرضة لفرض الانسان على الناس فى شغل منصب ما او دخول انتخابات ما وقد يكون التلميع مدفوع الاجر والثمن من المنتفع بالتلميع لفرض نفسه وذاته ولفت الانظار اليه وقد يكون تلميع هذه الايام وسيلة من وسائل تحسين الصور لمن فصلوا من وظائفهم للانحراف او للرشوة او للفساد او لاسباب اخلاقية غير شريفة
والخيبة الكبرى تلميع الفقراء الذين تحولوا بقدرة قادر الى قطط سمان واصبحوا يدمنون عمليات التلميع لتتوازى مع عمليات التجميل الشكلى دون ان يجيب احد منهم من اين لك هذا
لمعوا كما تشائون وجملوا كما تريدون بالباطل والزور والبهتان ولا تستعملوا فى وسائلكم التلميعية الصدق ولا الحقائق ولا الصحيح لانها وسائل لا تصلح لتلميع الاشياء المجنزرة والمصدية ولا التى عفى عليها الزمان
فالتلميع مهما كان او حدث فى زماننا هذا لن يجدى او ينفع او يشفع لاننا كلنا عارفين بعض
ومن الاخر وبلا لف او دوران هقولكم يامحترفى التلميع ان فى الدنيا دى كل واحد له مقاس مهما مسك فلوس ومهما كبر ومهما علا فى المناصب مقاسة فى الدنيا مبيتغيرش
تلمعوا متلمعوش ميهمنيش بس خلوا بالكم من نوع الورنيش
مش كده ولا ايه
