في محراب الحنين؛
حكايات لا أعرف كيف أسردها،
ربما تاهت التفاصيل،
لكن يبقى داخلي شيئٌ لا وصف له..
ربما أكون مدينة النقائض،
أو كهفًا مغلقًا للهروب،
ربما..!
ربما مدينة كل سكانها أنا،
فأنا الوحيدة المزدحمة بي،
وأنا كل الأشياء ونقيضها..!
ذلك الكهف الآمن، أنا
أنا تلك المساحة التي اختبأ داخلها كلما قست الحياة،
أو خذلني شبه سند..!
أنا شغف لا يهدأ،
امرأة تلهث على الطريق،
تقبض على أمانيها،
تواجه الحياة بضمير يقظ، ومبادئ باتت قديمة..!
أنا هدوء كخرير النهر وقت السحر،
وثورة قيد الاشتعال..!
أطرق أبواب السماء لتشرق روحي،
وأجوب دروب الحياة بقدمين من أمل..!
امرأة؛
لم يقيدني العدد،
ولم أسجن وراء قضبان العمر..؛
أنا؛
تلك الثلاثينية التي تبدو ملامحها على وجهي،
وترفض أن تفارقني،
وتلك الطفلة التي تلهو وتركض وتتعلق بالأشياء،
تحب بشدة، وتغار بشدة،
وتفرح حد البكاء،
تتسلل إلى أنسجتي حين تطمئن،
وأجدها تلهو في عز أبيها،
وتلك العجوز التي بدت ملامحها على وجهي؛
حين نبشت الأحزان حياتي،
وتغلغلت فيها بعمق إلى أوردتي، وباتت ترافقني..!
يا لِهولَ المعاناة؛
كمْ تحملت أنا،
أنا سفينة الأحزان،
أنا من وقفت على قدمين ثابتتين في بحر الرمال،
وأنا من أسقيتني القسوة حد الثمالة، حتى بدت الغربة؛
أنا..!
لسنوات مديدة لم نلتق؛
أنا وأنا،
كان الموت البطيء يغزو روحي، حين جافيتها،
كنت وافرة القسوة، حتى صرختْ معاناة،
حينها هُدمت صروح قسوتي، وسقطت إليها،
وبت أحنو عليها حد الإفراط،
أكافأها على اللاشيء، ليدثرها الفرح،
فكمْ انتظرت مني إنصافًا، ولم تجده