فن الغناء يمر بمرحلة تستلزم وتفرض على أهل الغناء التقاط الأنفاس لتدارك سلبيات كثيرة تنال من مستوى جودة أعمالهم ،مع تصارعهم على ألقاب يطلقها عليهم مديرو حملاتهم الإعلانية والإعلامية ،في ظل تسابقهم المحموم على إنتاج أغان خشنة الكلمات بعيدة تماما عن الرومانسية وفن كتابة الأغنية وأفكارها وموضوعاتها ،كلمات زاعقة تشبه الردح والتلقيح وإيصال رسالات للخصوم في خلط بين حياتهم الخاصة بما فيها من خلافات ومشاحنات ومايفترض عليهم تقديمه ، وذلك لفرض وصايتهم على ترزية كتابة الأغنية وتفصيلها حسب مزاج وفكر المطرب أو المطربة ،وانزلقوا إلى منحى خطير من عدم توافق الأداء الدرامي مع معاني الكلمات في صورة مبالغة أو أوفرة تظهر في تعبيرات الوجه الحواجب حركات العينين اليدين حتى أن بعضها يفيض بالعصبية ،أو الانفعالات ومظاهرها المتناقضة مع الكلمات ومعانيها كالابتسام في موقف لايستدعى المعنى ذلك، ومنهن من تؤدى متخيلة ومتصوة أنها تقدم أغاني أوبرالية من طبقة السوبرانو ،وهناك من يؤدي كأنه موتور مياه يعاني من شفط بصعوبة للمياه من بئر قليلة مياهه،ولذا أصبح لدينا مطربون ومطربات منهم من يسمع ويرىدومن من يفضل سماعه دون رؤيته ،،ومنهم من فقد كاريزمته (القبول الجماهيري) فلا يسمع ولايرى،وبلا شك أن سماحهم باستباحة حياتهم الخاصة خلافاتهم زواجهم طلاقهم صراعاتهم تؤثر كثيرا في نظرة الجمهور لهم وتنقص من شعبيتهم ، وكذلك حواراتهم التافهة الساذجة والصادمة في اللقاءات التليفزيونية ،مما يثبت جهلهم المطبق بإدارة مواهبهم وذلك لتفاهة بطانتهم من الشخصيات القريبة منهم فلاتجد شخصيات حولهم مثل من كانوا حول أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم .
لابد لأهل الطرب والغناء أن يصمتوا قليلا ليتداركوا واقعهم الذي يشبه الأضواء المبهرة اللحظية التي سرعان ماتتلاشي ،أغان أشبه بفرقعات لا ولن تثبت في ذاكرة تاريخهم الغنائي ،ولن تحتفظ بها ذاكرة الجمهور .
