يعتبر المسرح المدرسي خطابا تربويا يعلم الأطفال اكتشاف الذات و من خلالها تتم عملية اكتشاف العالم و من هنا تبدو أهمية الأنشطة المسرحية التي عكف خبراء التربية و التعليم على دراستها، و المسرح المدرسي ـ يساهم في إيجاد انسان سعيد و متوازن فالمسرح المدرسي قناة من القنوات التربوية الهامة في مجال تكوين و بلورة شخصية الطفل نفسيا و اجتماعيا و وجدانيا علاوة على ما يحققه من إشباع لرغباته في اللعب و التقليد و المحاكاة و التعبير و صقل الموهبة. يرى كثير من علماء النفس أن التمثيل من أهم الوسائل التي تستخدم لتحقيق الشفاء النفسي فقيام المرء بتمثيل دور ما في إحدى التمثيليات أو قيامه بمشاهدة تلك التمثيلية يؤديان عادة إلى نقص التوثر النفسي و تخفيف هذه الانفعالات المكبوتة و ذلك عندما يندمج الممثل أو المتفرج في جو التمثيلية و يتقمص دورا معينا فيها… و من الظواهر النفسية التي يمكن معالجتها عن طريق التمثيل الخجل و الانطواء و عيوب النطق .
فالمسرح له قدرة على تفجير كل الطاقات المكبوتة داخل الطفل فهو يعيد التوازن النفسي إليه و يحقق جاذبيته على مستويين الجمالي و المستوى الذهني فعلى المستوى الجمالي يعمل المسرح في ذلك عمل الموسيقى و الرسم و الرقص على الإسهام في احتياجات الإنسان العاطفية و إشباع نهمه إلى كل ما هو جميل و على المستوى الذهني نجد أن القالب الدرامي يتضمن التعبير عن نسبة هائلة من أعظم الأفكار التي يعبر عنها عقل الإنسان.
أهداف المسرح المدرسي:
لقد حدد المؤتمر الدولي لمسرح الطفل بلوس أنجلوس عام 1970 أهداف المسرح المدرسي :
- المعرفة و تحصيل المواد الدراسية — اكتساب المهارات – تنمية القدرات التعبيرية و الإبداعية – التواصول مع الآخرين – التذوق الجمالي.
التعليم والمعرفة :
و تتمثل في اكتساب المتلقي من خلال ممارسته للمسرح المدرسي رصيدا لغويا يمكنه من توظيفه في عملية التعبير و تجعله يتعرف على جسده كطاقة تعبيرية خلاقة من خلال الحركة و أداء الأدوار و التحكم في ملامحه وشخصيته الاحساس بالأشياء و الحركة : بما أن المسرح المدرسي فن تعبيري بالدرجة الأولى فإنه يعتمد امتلاك مجموعة من المهارات التي يقتضي بلوغها للقيام بأعمال شخصية بناء على مواقف درامية و حركية وصوتية تتجلى في الإلقاء و الإنشاد و الرقص و الغناء و انسجام ( اللون- الأثاث – الديكور..)
( لقطات لبعض بروفات المسرح المدرسي فى باريس ) مخرج الاستعراضات العالمي باريس
