عشت جانباً فى الشباب مع دخول التليفزيون البلاد.. قناتان فى البداية ٥ ، 9 يبدأن الإرسال عصراً وينتهى بالسلام الجمهورى عند منتصف الليل.. فيما عدا سهرات الخميس والأحد.. حيث تجتمع الأسرة أمام مسرحية أو فيلم السهرة.. وأحياناً سهرة درامية.. رويداً ظهر تخصيص القناة السابعة فى الأعمال الأجنبية لتجذب المزيد من المشاهدين.
ثم فاض النهر بدخول أقمار الاتصالات الصناعية إلى عنان الفضاء ومعها تعددت القنوات ربطتها شبكة النيل قنوات عديدة.. فى الدراما والكوميديا والسينما والأسرة والأخبار وغيرها من القنوات المتخصصة التى ترضى جميع الأذواق وتفرع منها القنوات التعليمية التى تغطى كامل المحافظات.. ناهيك عن قنوات تبث باللغة الإنجليزية.. لتقدم للأجانب لمحات كافية عن ثقافتنا المصرية.. وتعرض الأخبار بموضوعية وتبع ذلك تحول الفكرة إلى نشاط تجارى استثمارى ثقافى، ومع ابتكار الدش استوعبت قنوات خارجية لا تعد ولا تحصى، يجدها المشاهد بسهولة باستخدام الروموت كنترول.. وتوج ذلك بأن البث أصبح متاحاً على مدى الأربع وعشرين ساعة دون توقف، خاصة مع انتشار الإعلانات بكثافة أثرت بالسلب على خروج الإعلانات الأخرى.. وبالأخص ما يصل للصحف والمجلات.
وفى إطار هذا المناخ الاستثمارى.. أصبحت القنوات أكثر تخصصاً وعرفنا مستحدثات عدة.. يتصدرها الندوات والحوار والتوك شو.. ناهيك عن اقتحام الفضائيات لأحداث العالم تحت سقف القرية الكونية.. ونجحت قنوات بعينها فى اجتذاب مشاهدين دائمين.. على الرغم من بريق قنوات ؟؟؟ وتمضية الوقت.. حول الشاشة الصغيرة وما تبعها من منصات للدراما والرياضة والوثائق بالذات.
نصل إلى قناة النيل كوميدى.. التى لازالت تحتفظ باهتمام المشاهدين، على الرغم مما تعانى منه بالنسبة لتراجع التمويل والتسويق.. جعلها تعتمد على رصيدها القديم.. اعتقد أن أهم عناصره.. البرامج والمسلسلات القصيرة خاصة المنفذة بطريقة شخصيات الكارتون.. وابتكار العديد من الشخصيات المصرية.. مثل عائلة صالح والقبطان عزوز وساعة لقلبك وأخيراً بسنت ودياسطى الذى انتج من ٥ أجزاء حتى الآن.. تذاع بالتناوب.. أو تأتى جماعة مع لقطات مماثلة فى الأفلام والمسلسلات.
الملاحظة التى تحتاج إلى دراسة وتفصيل تتعلق فى تقديرى بالنجاح المتواصل لمسلسل بسنت ودياسطى من تأليف الفنان أحمد أمين.. مؤلف مسلسل كابتن عزوز أيضاً وإخراج سامح مصطفى يعاونه طاقم عمل مشترك يعنى بتحريك الشخصيات الكرتونية.. بسنت «حنان ترك» ودياسطى «صلاح عبدالله» ورفاعى «سامح حسين» وعم دسوقى «يوسف الرومى» وعوالى «إنعام سالوسة» وغيرهم الذين وجدوا أمامهم أفكاراً متوهجة.. نتابع الأحداث وتحمل الإشارات.. سجلها المؤلف الموهوب.. تحت سماء قرية «كفر أبو عجوة» وعبرت عنها طموحات دياسطى «صاحب مقهى القرية البسيط».. وشهادة حق نجح خلال هذه الأجزاء فى اختيار الموضوعات، وجمع بين الفكاهة والتوعية واقتراح الحلول.. لذلك مازال هذا المسلسل قابلاً للعرض مرة ومرات.. فى ضوء تكامل أداء دياسطى وزوجته بسنت.. المقنع والبسيط.. وإن كان هذا لا يمنع التفكير الإيجابى بأفكار مناسبة.. مثل احتضان فن المونولوج الجميل.. وبث مسرحيات العمالقة الراحلين.. والآن مع تحديث قناة النيل للدراما نتمنى أن يكون لحلقات بسنت والدياسطى الجديدة مكان.
صالح إبراهيم
