حين ترفض الأنثى مبدأ القيادة الزوجية وتدّعي الحرية
بقلم د.إسلام سالم
في كل نظام إنساني قائم، توجد سلطة يُحتَكم إليها، وقيادة يُرجَع إليها، وإلا استحال النظام إلى فوضى، والشراكة إلى صراع.
المؤسسات، الشركات، الدول، حتى الفرق الرياضية.كلها تدور حول مركز للقرار، وسقف للطاعة، وسياق يُفهم فيه أن الطاعة ليست امتهانًا، بل ضرورة وظيفية.
لكن حين نأتي إلى مؤسسة الزواج، تنقلب المعايير عند بعض النساء، ويتحول #البيت في أذهانهن من مؤسسة يقودها من وُكِّل بالقيادة،
إلى حلبة تفاوض دائمة، لا صوت فيها أعلى من صوت الذات النسوية المتأهبة لرفض كل توجيه.
وللعلم المرأة التي لا تطيع زوجها ليست بالضرورة متمردة. لكنها متشبعة بخطاب مضاد لفكرة القيادة نفسها.
هي تلك التي تتحدث دومًا عن قناعاتها الخاصة، وتُصرّ على ألا تفعل شيئًا إلا حين تقتنع به هي، وإن خالف كل منطق المشاركة الأسرية.
هي نفسها التي تطيع مديرها في العمل، دون اقتناع أحيانًا، لكنها ترى طاعة زوجها ضعفًا شخصيًا وإهانة رمزية.
لأن في داخلها ترسخ تصور مفاده أن العلاقة الزوجية ليست عقدًا تعاونيًا تكامليًا، بل مساحة حرّة لاستعراض الإرادة الأنثوية.
ومنبع هذا التصور يمكن تتبعه إلى ثلاثة جذور سيكولوجية وثقافية
- بيئة تنشئة نسائية مهيمنة حيث كانت الأم هي مركز السلطة، والأب منفّذ ساكت، مما رسّخ أن الأنثى يمكنها أن تدير كل شيء بمفردها.
- تشبع بثقافة الاستقلال الفردي الراديكالي حيث باتت مفاهيم مثل
#الحريّة
التمكين،
والرفض، تُستخدم خارج سياقها التعاوني، وتُصاغ ضد الطاعة وكأنها نقيض لها.
- الاستقلال المادي: الذي جعل بعض النساء يشعرن أنهن أنداد للزوج في كل شيء، وبالتالي لا طاعة لمن هو #مثلها أو #أقل منها دخلًا أو مكانة. هذا النمط من النساء تشبع بسيكولوجيا رافضة أكثر من كونها متفهمة
(لأ – مش مقتنعة – أنا مش عبدة – انت مالك – اشمعنى انت – أنا كده واذا كان عاجبك…)
لغة تفضح موقفًا داخليًا عدائيًا من فكرة القيادة ذاتها، لا من طريقة ممارستها.
وللعلم الطاعة الزوجية قيمة عقلانية قبل أن تكون دينية
وهي بالمفهوم المؤسسي لا تعني الإذلال، بل التنظيم.
ولا تعني استسلام طرف، بل تماسك الكل.
وفي الشرع، هي واجبة بضوابط في المعروف، بلا ضرر، وبمقابل من الرحمة والرفق من الزوج.
لكن رفض المبدأ من أساسه هو ما يؤدي إلى خلل جوهري في بنيان العلاقة الزوجية، حيث يتنازل كل طرف عن أدواره، أو يتصارعان على مركز القيادة، فينهار المركب.
والسؤال هنا:
لماذا تقبل بعض النساء أن تطيع مديرها في الشركة، ولا تقبل أن تطيع زوجها في البيت؟
الجواب واضح
لأنها ترى المؤسسة الخارجية مجالًا عامًا، والبيت مجالًا خاصًا بها هي وحدها.
البيت، بالنسبة لها، ليس مؤسسة؛ بل #امتداد لهويتها الشخصية، ولذا لا تُطيق فيه غير صوتها.
وهنا يجب علي الرجال عدم تقبل الزواج تلك النوعيات التي تمتلكن #فكرًا فوضويًا
لذلك إن وجدت الفتاة التي تود الارتباط بها لا تعترف بفكرة الطاعة، ولا ترى للزوج حق القيادة مهما حاولت تلطيف العبارة فاعلم أنك مقدم على شراكة بلا رأس.
وليس أخطر على السفينة من أن يركبها ركّاب يرفضون وجود القبطان.
إن اقتنعت بالمبدأ، فأهلاً بها،
وإن أنكرته، فاهرب ولا تعد.
وفي الحديث الصحيح:
قال الرسول الكريم
ألا أخبركم بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته.
رواه أبو داود والحاكم.
واخيرا
الزواج ليس علاقة ندّية بلا تنظيم، ولا سلطة بلا محبة، بل هو شراكة بقيادة واضحة، تضمن للسفينة أن تمضي، لا أن تغرق باسم الحرية