قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة» وهل هناك أكثر من هذه شهادة على مقدار هذه النعمة التي يخص بها عباده المخلصين، بالفعل هي نعمة وهبة من العلي القدير، وأكبر دليل على أنها هبة من الله أن الزواج مهما فعلت هو نصيب مقدر لك ومهما حاولت التدقيق في الاختيار فهناك الكثير من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله من تغير للنفس الإنسانية أحيانا بتغيرات ظروف الحياة وأحيانا كثيرة دون أسباب، ويقول الكثيرون أن هناك مقومات ومواصفات للمرأة الصالحة يمكن الاعتماد عليها في الاختيار ولكن أيضا هناك مسائل قلبية بيد الله تتدخل في هذه الأمور، فيختلف البشر فيما بينهم وكما يقال في الاختلاف نعمة، فمن الممكن أن تجد اختلافا في المزايا والعيوب وهذا أكيد، فالكمال لله وحده، ولكن مما لا شك فيه أنه كما أرشدنا الرسول الكريم في سنته العظيمة بمتاع الدنيا والزوجة الصالحة أرشدنا أيضا بكثير من الأحاديث والآيات القرآنية والشواهد على صفات الزوجة والمرأة الصالحة وأعتقد أن من أهم هذه الصفات وأكثرها شمولية وجمالا قول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» سبحان الله كل الأمور تؤكد على أن ديننا العظيم لم يرد بنا إلا الخير، وكل الخير، ودين المرأة هو أساس قوتها وجمالها ومن يرد به خيرا يهديه إلى الزوجة الصالحة المتدينة التي تراعي الله في كل أمورها ومن تراعي الله كيف لها ألا تراعي زوجها وأبناءها، وهل من نعم أفضل من ذلك، وصفات الزوجة الصالحة كثيرة ولا تحصى، والرعاية هي جزء أصيل من هذه الصفات فهي التي تؤدي إلى التربية السليمة القويمة التي تنشئ جيلاً قوياً ومن ثم مجتمعاً قوياً.
ويقول الرسول الكريم أيضا «ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته».
فالزوجة الأم.. هي أساس بناء المجتمعات وهي أساس التربية السليمة، فالدين والخلق متلازمان وهما يؤديان إلى الطاعة والصبر والحكمة والرفقة الصالحة والسند والونس والحياء والتقوى، وكلها صفات الزوجة الصالحة التي تخشى الله فيرعاها الله.
أحزن كثيرا عندما أجد من لا يقدر هذه النعمة ولا يوفيها حقها رغم كل الشواهد التي وضحها الله وديننا لها، فتجد أحيانا من يتهكم على الأم بأقوال غريبة وتافهة مثل «تربية أمه، أو روح أمه، أو ابن أمه» وهل من شك أننا تربية أمهاتنا وهل من فخر أكثر من ذلك، إذا علمت ماذا تعني الزوجة الصالحة، وماذا يعني ذات الدين وماذا يعني تربت يداك.. لعلمت أن أكثر نعم الله علينا هي الزوجة الصالحة، وللأسف الكثيرون لا يعلمون مقدار النعم التي يملكونها، لأنهم يملكونها، وهذه من الصفات السيئة للبشر والتي للأسف في الكثيرين منا فالكل دوما ينظر إلى نعم بعيدة عنه، غير مقدر نعم الله عليه.
أنظر إلى زوجتك بعين صادقة، محبة، مقدرة.. وتذكر كل مشوار حياتك معها والأهم من كل ذلك انظر الى أولادك وتربيتهم وكيف أصبحوا رجالا ونساء تفخر بهم، وتفخر بهم مجتمعاتهم، انظر إلى اللحظات البائسة والحزينة قبل السعيدة التي وقفت زوجتك لجوارك، انظر إلى دموعك التي أخفيتها عن الجميع إلا هي «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن».. تعلم كم أنت محظوظ وسعيد وكم هي جميلة وعظيمة.
إن أجمل ما أراه في الزوجة الصالحة اليقين بحب الله والرضا عنا، وأننا بالفعل أشخاص جيدون يستحقون هذه الهبة وهذه النعمة العظيمة.. نعمة الزوجة الصالحة.
Omarfawzi3041966@gmail.com