الإخبارية – سامية الفقى
أكد الدكتور عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن وزارة الأوقاف وعلى رأسها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تقوم بجهود ضخمة وعظيمة لنشر الرسالة الدعوية المعتدلة، التى تقدم للناس الدين الوسطى، والتى تؤكد على صميم المصالح العامة والخاصة.
وأوضح خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامى، مساء أمس السبت، بعنوان نعمة الماء، أن نعمة الماء قد وضع لها فقهاء الشرع الحنيف نظرية فقهية كاملة، حيث قرر الفقهاء أن الماء نعمة عامة لكل الناس، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم):” النَّاسُ شُرَكَاءٌ فِى ثَلاَثٍ: فِى الْمَاءِ، وَالْكَلأ ، وَالنَّارِ“، لكن فى حالة الندرة يجب أن تتفق الأمم على طرق لتنظيم استعمال الماء ، بما يلبى حاجة كل أمة.
كما أشار إلى أن الماء قد أسهم بصورة عظيمة فى نشر الدين الإسلامى الحنيف، من خلال ركوب التجار المسلمين للبحار والأنهار والمحيطات، وتعاملهم مع غيرهم بمعاملات الإسلام الطيبة والحسنة.
وفى كلمته توجه الدكتور هانى تمام المدرس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بالشكر إلى كل العاملين بوزارة الأوقاف ، وعلى رأسهم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على الجهود العظيمة التي تبذل لنشر الدعوة الإسلامية الصحيحة، مؤكدا أن الترشيد فى استخدام الماء مبدأ إسلامى أصيل، حيث أمر النبى (صلى الله عليه وسلم) أصحابه بعدم الإسراف في استخدام الماء فى الوضوء والطهارة، حتى وإن كانوا يغترفون من الأنهار والمحيطات، فعندما مرَّ النبى (صلى الله عليه وسلم) بِسَيدنا سعْد بن أبى وقاص (رضى الله عنه) وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: (مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟) ، قَالَ سعد: وَفِى الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ فقَالَ (صلى الله عليه وسلم) : (نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ).
كما أشار إلى أن منهج ديننا الحنيف نبذ الإسراف فى كل شيء ونهى عنه، يقول الحق سبحانه:{ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}، ويقول سبحانه:{ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}، ولا شك أن التبذير أعم من أن يكون فى المال، فإنه يشمل التبذير فى جميع المجالات بما فيهـا الإسراف فى استخدام الماء وغيره، بغض النظر عن كون الماء قليلا أم كثيرا، مؤكدا أن الإسراف فى استخدام الماء يكون حراما إذا كان الماء ملكا عاما، والناس فى احتاج إليه، فاستعمال الماء له ضوابط شرعية يجب التقيد بها، والوقوف عند حدودها، فليس كل مباح متاح.
وفي كلمته وجه الدكتور كمال سيف مدير عام المتابعة الفنية بوزارة الأوقاف، الشكر العظيم لوزير الأوقاف على رعايته لهذه الملتقيات الفكرية ، لنشر قضايا تجديد الخطاب الدينى، مؤكدا أن نعمة الماء هى أساس نشأة الإنسان، والحيوان، والنبات، قال الله تعالى:“ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ“، وكذلك كانت نعمة الماء أصل نشأة الحضارات، وازدهارها، حيث نشأت حضارة مصر حول نهر النيل، وحضارة العراق حول نهر دجلة والفرات، وحضارة الصين حول نهر الكنج، وحضارة الحجاز حول بئر زمزم.
كما أشار إلى أن الشعب المصرى عُرِفَ منذ نشأته بأن عقيدته تقوم على احترام نعمة مياه نهر النيل، وتقوم ثقافة أبنائه منذ القدم على الحرص على نهر النيل وعدم تلويثه، واعتبار تلويثه جريمة من الجرائم الكبرى، وقد كان المصرى القديم يكتب ضمن وصاياه فى نهاية حياته أنه لم يفعل كذا وكذا من الجرائم، وأنه لم يلوث ماء النهر، وكأنه يتقرب إلى إلهه بهذه الفضيلة، وابتعاده عن تلك الجريمة النكراء، جريمة تلويث مياه النهر، فهذه ثقافة المصريين منذ القدم، وعقيدتهم منذ الأزل فى احترام مياه النهر، والحفاظ على المياه، وعدم تلويثها، وهو ما أكدت عليه شريعتنا الغراء.
وفى ختام كلمته أشار إلى أن نعمة الماء باقية فى الآخرة، موضحا: ” قال الله تعالى:“ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ“، ليدل على عظم مكانة الماء.”