بقلم/ إيمان الحملي
كلما تقدم الإنسان في العمر ازدادت خبراته ، وكثرت معارفه ، وتحسن سلوكه ، وقلت أخطاؤه ، والكلام بعبارة أخرى : أن الأمم الكبيرة عمرا وتاريخا هي الأمم الاكثر حضارة ونبوغا وتقدما ، ولست أدري سببا واحدا يجعل أمة ذات تاريخ قديم وعظيم أمة متخلفة عن ركب الحضارات الحديثة .
فهل القضية هي قضية شعوب ليس لديها القابلية للتقدم ؟ أم أنظمة حكم غير قادرة على مسايرة التقدم ؟ !
تصيبني الحيرة حينما أرى الكثيرين من علماء الوطن وهم يتفوقون على علماء الخارج ، فأقول إذن ليس الأمر أمر شعوب ، وتزداد حيرتي حينما أعلم أن حكامنا على مستوى المسئولية وأنهم أمناء على هذا الوطن .
إذن من أين قد جاء الخلل ؟!
جاء في الدستور عبارة عظيمة جدا فكرت فيها كثيرا وهي ( موارد مصر لكل شعب مصر ) ، فلمَ إذن الفجوات الكبيرة بين الطبقات ؟َ من الذي صنع الفجوات بين الموظفين ؟ لماذا يزيد مرتب المحاسب في وزارة الكهرباء عن مرتب المحاسب في التربية والتعليم ، وعن مرتب المحاسب في الإدارة الصحية ؟
وكذا مرتب المحاسب في البنوك والبترول وهيئة قناة السويس يزيد عن نظيره في الثقافة والتعليم والصحة .
إذن القانون العام للدولة صحيح بنسبة 100% وعادل بنسبة 100% والخلل هو أن كل وزارة وضعت في داخلها قوانين تخصها ذاتها وتمنع خير هذه الوزراة عن بقية أبناء الشعب المصري ، فجاء تشريع داخلي ضيع نص العدالة في التشريع العام ، كما ضيع العدالة المنصوص عليها في دستور الدولة .
آن الآوان لكي تستوي كفتي الميزان ، ربما بهذا الاستواء نبدأ بأولى الخطوات للحاق بركب الدول المتقدمة
وإلى لقاء في علامة استفهام أخرى .