التعليم قضية من أهم القضايا التي تهم كل مصري وتشغل باله وتفكيره.. فهل هناك من مشكلة تواجه الاسرة المصرية أهم من مشكلات التعليم بكل متطلباته وأعبائه.
من هنا كان اهتمام الدولة بأن يكون عام 2019 هو عام التعليم ولاسيما بعد ان اتخذت قرارها بتطويره مثلما فعلت الدول المتقدمة في العالم ونذكر منها علي سبيل المثال كوريا الجنوبية التي عملت علي تنمية الموارد البشرية من خلال الاستثمار الكبير في التعليم وانشاء المؤسسات التعليمية والمهنية وتطوير مواد التعليم التي تواكب عملية التنمية الاقتصادية الي جانب بث روح الطموح للتعليم مما ادي الي توفر عمالة متميزة واداريين ورياديين متميزين وموظفين حكوميين مؤهلين.
وقد استند التطوير الصناعي في كوريا الي إنشاء المؤسسات التعليمية ومراكز التدريب المهني التي تتواءم مخرجاتها مع متطلبات واحتياجات سوق العمل وفق مرحلة التطور الصناعي. بجانب التركيز علي الموارد البشرية من خلال تنفيذ العديد من برامج وتأهيل وتدريب القوي العاملة في مواقع العمل وفي مؤسسات التدريب المهني المتخصصة والتي تزود سوق العمل بما يحتاجه من عمالة ماهرة تتميز بأيد عاملة رخيصة التكلفة وعالية المهارة ومنضبطة الاداء وتتصف بالالتزام والمثابرة والاخلاص وحب العمل.
ويحظي التعليم بمكانة اجتماعية واهتمام من الجميع في المجتمع الكوري الذي يقدر التعليم ويوليه اهتماما كبيرا حيث يأخذ التعليم القسط الاكبر من ميزانية الاسرة الكورية التي تعتبر الاستثمار في التعليم استثمارا في مستقبل الاسرة.
ويعتبر التعليم في كوريا الجنوبية نظاما تربويا حديثا يهتم بصورة فعالة في إكساب المهارات وتعزيز القدرات الاساسية والتطوير النوعي للتربية العلمية بالاهتمام في مرحلة رياض الاطفال بتربية وبناء اجسامهم وتنمية لغتهم وذكائهم وغرس قيم التكيف الاجتماعي في نفوسهم.. وكذلك فإن المرحلة الابتدائية هي مرحلة اجبارية للجميع وتستوعب المدارس الابتدائية 100% من الاطفال في عمر الالتحاق المدرسي ثم تأتي المرحلة المتوسطة لتكون اجبارية في بعض المناطق ثم تعد المرحلة الثانوية الطالب للدراسة وللحياة في آن واحد فضلا عن ان 90% من خريجي التعليم المهني ينخرطون في سوق العمل بينما يتجه الباقي منهم الي مواصلة دراستهم.
ونظرا للاهتمام الكبير الذي حظي به التعليم من قبل الحكومة الكورية وايمان المسئولين ان عجلة التنمية تبدأ من الكوادر البشرية عالية الجودة والكفاءة فقد تم انشاء جهاز متخصص هو المعهد الكوري للتطوير التربوي من اجل تطوير التعليم.. ويتجه المسئولون عن التعليم الي تحقيق مبدأ اللامركزية للمؤسسات القائمة علي التعليم بما يتناسب واتخاذ القرارات التربوية الملائمة وانشاء ادارة وزارية تعني بتطوير الموارد البشرية وتدريب الموظفين الحكوميين ويحظي التعليم بنسبة كبيرة من ميزانية الدولة وصلت الي 24.4% عام 2002.
وطبقا لسياسة تنمية الموارد البشرية التي تم اتباعها فقد نمت انتاجية العمل في كوريا بمعدل 4% سنويا خلال العقد الاخير بينما نمت في اليابان بنسبة 2% فقط.