وأخيرا أخذت إجازة، خططت للحصول علي هذه الإجازة منذ شهور طويلة، قررت أن استريح في البيت كام يوم علي سبيل الاستجمام، كان لدي العديد من الأشياء التي أرغب في إنجازها والعديد من الرغبات التي أنوي تلبيتها لنفسي طيلة أيام الإجازة حيث بدا من المستحيل أن أفعلها في غمار العمل اليومي فوضعت خطة حتي أستفيد من كل الأيام التي كنت أنتوي أن أنتهي فيها علي الأقل من قراءة أربعة كتب جديدة وكتابة بعض الموضوعات. طبعا توقيت الإجازة كان مقصودا نظرا لوجود البنات في الشغل والمدارس والجامعات وهو ما يعني أن أمامي علي الأقل نصف النهار أو زد عليه قليلا يمكنني خلاله تحقيق أي إنجاز قبل عودة الجميع بدوشتهم.
زوجتي فرحت فرحا شديدا عندما أخبرتها بأنني سأقضي معها في البيت كام يوم إجازة. لمعت عيناها بفرحة كبيرة وهي تقول: ياه أخيرا؟ ثم تنهدت قائلة: آه لو تعرف أنا كنت مستنياك تاخد الإجازة دي من قد إيه. قلت لها: طب وليه يا حبيبتي ماطلبتيش من زمان؟ فقالت: دي حاجات ما تتطلبش يا حبيبي لكن تتحس وعموما أن تأخذ الإجازة متأخرا خيرا من ألا تاخذها علي الإطلاق. شعرت من كلام زوجتي بشيء ما لم أستطع أن أتبين حقيقته إلا عندما فاجأتني في أول يوم للإجازة عندما سحبت من فوقي الكوفرته السابعة صباحا بمجرد خروج البنات للشغل والمدرسة حيث قالت لي: قوم بلاش كسل قدامنا حاجات كتيرة نعملها النهاردة. فقمت فوضعت في يدي لفة حبال جديدة وقالت: حبال الغسيل اتقطعت بقالها أسبوع مش عارفين ننشر ياريت يا بطل تقوم كده تربطلنا الحبال الجديدة وأنا حادخل المطبخ أعملكم الأكل. شمرت أكمامي وقضيت نص اليوم تقريبا في ربط الحبال حيث كلما ربطتها ارتخت ورفضت زوجتي أن تستلمها مني إلا وهي مشدودة جدا واعتقدت أنني بذلك أتممت المطلوب مني وأوشكت أن ألقي بنفسي علي السرير من التعب عندما فاجأتني قائلة: رايح فين يا وحش اومال مين حاينشر الغسيل؟ لم يكن هناك مجال للاعتراض حيث كان البديل أن أدخل المطبخ لاستكمال الطبيخ، ووقفت في البلكونة أنشر الغسيل وبعد ساعتين جاءت زوجتي من المطبخ وتطلب مني إعادة النشر لأنه لا يليق أن أنشر الملابس الداخلية في الحبال الأمامية، فلم أناقشها وفعلت ما تريد ثم جاءت بعد أن انتهيت لتجرد مشابك الغسيل فاكتشفت وجود عجز في العهدة بنسبة خمسين في المائة تقريبا وعبثا حاولت إقناعها بأن رداءة نوع المشابك هي السبب فطلبت مني أن أصلح ما أفسدته من المشابك وهي عملية في منتهي الصعوبة.
اليوم التالي من الإجازة قضيته في تصليح بعض ضلف المطبخ التي أصابها الوهن بفعل الزمن واليوم الثالث فوق السطوح مصاحبا لفني تصليح الدش الذي كان يريد أن يقذف بالطبق من فوق لولا أن رجوته أن يطيل عمره ببعض المسكنات واليوم الرابع في شراء بعض مستلزمات البيت من السوق وفي المساء سألتني زوجتي: كم تبقي من الإجازة فقلت: يوما أو بعض يوم فقالت: عال عال إعمل حسابك يا بطل حاتسافر بقي تقضي الليلة دي في الإسماعيلية فظننتها أدركت أنني حصلت علي إجازة للقراءة والكتابة فأرادت أن تكافئني بليلة في الإسماعيلية الجميلة لعلي أعوض ما فاتني غير أني أفقت من أوهامي حيث استطردت قائلة: فيه مصنع مشابك غسيل جديد فتح هناك تشتريلنا كام دستة وترجع علي طول ومتقلقش مش حاتمشي كتير أنا حجزتلك في لوكاندة كويسة ورا مصنع المشابك!