في مستشفى الفيوم العام التي أعمل بها كأخصائي باطنة منذ أكثر من عام رأيت العجب العجاب. فساد لا مثيل له ، ممرضون ومسعفون يقومون بالكشف على المرضى فى قسم الاستقبال بدلاً من الأطباء النوبتجيين الذين يتوجهون إلى عياداتهم الخاصة ، وينامون في بيوتهم ، الممرض يحصل على ١٣٠ جنيها من الطبيب فى السهرة لمدة ١٢ ساعة , وطبيب الامتيار من خارج المستشفى يحصل على ٣٠٠ جنيه ، وهناك سماسرة يقومون بالوساطة والحصول على عمولة ، ويتم ذلك كله تحت سمع وبصر مدير المستشفى ، ووكيل الوزارة، مما يعرض حياة المرضى الغلابة للخطر ، كما يعد قانونا هتكا للأعراض ، وتم بالفعل الاعتداء على النساء ، وقامت مريضة بصفع طالب طب على وجهه ، وإدارة المستشفى لا هم لها سوى جمع الرشاوى نظير التوقيع للأطباء فى دفاتر الحضور والانصراف ودفاتر السهر والنوبتجيات.
ويقولون لك بكل بجاحة : إثبت . عندما تواجههم ، معتمدين على غياب الرقابة ، والعلاقات بالفاسدين هنا وهناك ، الفساد عيني عينك ، والتسعيرة معروفة ٥٠٠ جنيه فى الشهر ويتم التوقيع لك فى الدفاتر ، ووصل الأمر إلى أن موظف دفاتر الأطباء يأخذ سيارة خاصة توصله إلى بيته في قرية تابعة لمدينة الفيوم ، ويأتي فى سيارة خاصة، ويقوم بالتوقيع للأطباء الذين يدفعون الشهريات قبل الثامنة صباحا.
أضف إلى ذلك شراء مستلزمات طبية غير مطابقة للمواصفات ، وحريق مفتعل قبل الجرد السنوي ، واستيلاء على اقتصادي المستشفى ، وتعيين طبيب مقيم رئيسا لقسم الباطنة ، وغير ذلك الكثير والكثير ، وأنا مستعد للتحقيق معى فى أى جهة ومسئول عما سبق .
كاتب المقال
أخصائي الباطنة بمستشفى الفيوم العام