من الأكاذيب والأباطيل والافتراءات علي الزعيم عبدالناصر التي ادعاها وتقولها الأفاكون من أعدائه إنه كان ماركسياً بالمصطلح الاقتصادي. والشيوعي بالمعني السياسي الشائع.
إنها ضلالة من ضلالات ألصقت بعبدالناصر سيطرت علي عقول من لا يقرأ ولا يتثبت من كلام أو رأي هو كغثاء السيل هو ضباب تقشعه شمس الحقيقة عندما يحين لها أن تشرق!!
والحقيقة أن عبدالناصر كان عدواً للماركسية وهذا ثابت في كتابات الماركسيين المصربين والعرب. وهم لا ينسون اعتقال الشيوعيين عام 1959 أكثر من خمس سنوات وأيضاً قبل 1959.
والثابت الراسخ أن عبدالناصر كان محارباً للماركسية. ولا يقبل أفكارها لأنها لا تتفق مع الإسلام لأنها ضد الملكية الفردية. أما الإسلام فيحفظ تلك الملكية شريطة أن تكون بوسائل شريفة بالعمل والجهد وليست بطرق الفساد من اغتصاب حقوق الفقراء واحتكار وسرقة ورشوة باستغلال النفوذ وسياط السلطة. أيضاً لا تؤدي تلك الملكية إلي تفاوت طبقي يهدد سلام وسلامة المجتمع.
هذا ما آمن به عبدالناصر وعلمه عن العدل الاجتماعي الحقيقي النابع من الإسلام الذي يغفله ويتغافل عنه كثيرون!!
يذكر الأستاذ سامي شرف في شهادته عن عصر عبدالناصر في الكتاب الخامس أنه بعدما أجبر عبدالناصر الحزب الشيوعي المصري غير المعلن بقيادة الدكتور فؤاد مرسي بحل الحزب عام 1955 وقابل عبدالناصر الدكتور فؤاد مرسي “صار وزيراً للتموين في عهد الرئيس السادات” وحدث الحوار بين عبدالناصر ود.فؤاد الذي طلب من عبدالناصر تطبيق المنهج الماركسي في مصر فقال له عبدالناصر: “إن الماركسية لا أؤمن بها ولا تناسبنا فهي لا تتفق مع قيمنا الإسلامية ومصر دولة إسلامية تناسبها اشتراكية نابعة من الإسلام وعدالته.
بالمناسبة يعجب القارئ عندما يرجع إلي الكتب ومقالات الصحف والمجلات والأحاديث الإذاعية والتليفزيونية في الخسمينيات والستينيات وهي عصية علي العد والحصر التي أيدت وناصرت. ورفعت لواء “اشتراكية الإسلام” بأقلام وأحاديث علماء الدين الإسلامي وتقديرهم وتبجيلهم للزعيم جمال عبدالناصر الذي يعمل علي تطبيق اشتراكية الإسلام.
كما لا ننسي كتابات علماء الاقتصاد والسياسة والتربية والتاريخ والاجتماع وعلم النفس أن هذه الاشتراكية التي عمل عبدالناصر علي تطبيقها هي القاطرة المناسبة لتقدم ونهضة المصريين فلقد كانت اشتراكية العدالة الاجتماعية لإغناء الفقراء وليست اشتراكية توزيع الفقر بإفقار الأغنياء كما ردد بعض المتحولين المنافقين لكل العهود والذين في حلوقهم غصة من عبدالناصر بعد وفاته.
كم كان عبدالناصر ــ لمن لا يعرف وتذكيراً لمن يعرف ولكنه غير عادل في رأيه وحكمه أقول: كم كان عبدالناصر مؤمناً بالله وبإسلامه حريصاً علي أداء شعائره ولعل موقفاً واحداً أذكره هنا لمن لا يعلم ولا يقرأ حدث في إحدي زيارات الزعيم جمال عبدالناصر الاتحاد السوفيتي “السابق” وكانت مباحثاته مع القادة السوفيت في يوم الجمعة كما يذكر الأستاذ محمد أحمد وكان سكرتيراً لعبدالناصر في ذكرياته التي نشرتها مجلة روز اليوسف في أواخر سبعينيات القرن الماضي أنه أثناء المباحثات نظر عبدالناصر إلي ساعته فوجد موعد اقتراب أذان صلاة الجمعة فطلب عبدالناصر من القادة السوفيت وقف وتأجيل المباحثات حتي يذهب إلي مسجد موسكو لأداء صلاة الجمعة هنا قال له القائد الأعلي للاتحاد السوفيتي سكرتير الحزب الشيوعي السوفيتي بريجنيف: سيادة الرئيس سنرسل إلي المسجد حتي يؤخروا الأذان والصلاة حتي نكمل وننهي المباحثات بيننا لكن عبدالناصر وقف وابتسم وقال: إن الصلاة لا تؤخر فلها موعد محدد وبعد الصلاة سنكمل المباحثات فامتثل القادة السوفيت وذهب عبدالناصر ليصلي الجمعة في مسجد موسكو.