قليلاً من الضحك لي صديق طول بعرض حاجه تفرح القلب بالرغم من أنني فارع الطول إلا أنه يفوقني طولاً وعرضاً وأعتقد أن اللآفته التي توضع علي جانبي الطرق قبل الكباري والأنفاق التي تقول الإرتفاع المسموح به مثلاً أربعة أمتار كتبت خصيصاً من أجله.
يا سلام عليه عندما يرتدي الجلباب البلدي والقفطان الأبيض والطاقية المعرقبة والجزمة اللميع والمسبحة في يده لزوم الوجاهة والبرستيج وتقمص دور التقي الورع لمن لا يعرفه أما من يعرفونه فهو الشقيق الأكبر لإبليس.
التعسه ملهاش ميعاد كما يقول المثل توفي والد صديقنا المقيم في القاهرة وسيدفن في مدافن أكتوبر بطريق الفيوم والعزاء بالقاهرة ايضاً علمت بالوفاة وأنا في الجريده فاتصلت به لأبلغه وهو في الحقيقة لا يتأخر عن واجب ليظهر مواهبه التي علي رأسها محاولة الظهور وتقدم الصفوف فسألني عن مكان خروج الجنازة فوصفته له وللحقيقة لم يتأخر وحضر بكامل هيئته بالزي البلدي الذي بعشقه للأسباب التي سقتها من قبل بالرغم من أنه لديه أفخم الملابس الأفرنجية والتي كان يجب أن يرتديها في جنازة والد صديقنا حيث انهم من ساكني الأحياء الراقية للغاية لكن صاحبنا يحب التميز ولفت النظر إليه دائماً.
صديقنا الذي توفي والده أبلغ المشيعين أنه يوجد أتوبيسات تقلهم من المسجد الذي يصلي علي المتوفي به والمواجه لقصر المتوفي حتي المقابر والعودة لنفس المكان بعد الدفن.
صلينا الظهر وبعدها صلاة الجنازة وتركنا سياراتنا وركبنا الإتوبيسات الفخمة المكيفة وللحقيقة كان صديقي يحظي باستقبال حافل ويقدمونه بكثير من الصفات منها حضرة العمدة ومنها الباشا الكبير وأيضاً مولانا أو فضيلة الشيخ .
وصلنا المقابر وياليتنا تخلفنا أو تاخرنا عن لحظة التشييع وما خلفه من فضيحة حيث قدموا الصديق ليلقن المتوفي ويدعو له والحقيقة هو يحضر الكثير من الجنازات ويستمع يومياً لدعوات التلقين إلا أنه لا يحفظ سوي كلمة آمين.
وللحديث بقيه انتظرونا.