قلت وما زلت أقولها أن كثرة إطلالة الرئيس بمناسبة ودون مناسبة تسحب من رصيده إن وجد الرئيس لا يظهر إلا في الضروريات متسلحاً بمعلومات مؤكدة من مصادره الموثوقة لأن خطابات الرؤساء تتلقفها الجهات المعنية بالتحليل علي مستوي العالم وليست تحليلاً للكلمات التي جاءت في الخطاب ولكن هناك من يحلل لغة الجسد كإشارات الرئيس بأحد أصابعه أو بأصبعيه أو بأكثر وكذلك تحركات الرئيس علي مسرح أو منصة إلقاء كلمته أو خطابه فلها دلالات عند المحللين.
مقابلة السيسي التي إستدرج إليها كما قيل إن دلت علي شىء إنما تدل علي أنه يفتقد إلي مستشاريه السياسيين والإعلاميين وليس لدي هؤلاء معلومات وأعتبرهم هواة لا يفهمون فحوي خطابات الرئيس.
هناك فرق بين خطاب الرئيس الذي يجب أن يكون مكتوباً بلغة عربية بليغة يصيغه له كاتب موهوب لديه حس ثقافي بجانب ملكة الكتابة يشاركه فيه كاتب سياسي يكون شاهداً علي أحداث الخطاب حتي يخرج مطابقاً للواقع وكما تعودنا دائماً في مثل هذه الخطابات أن يوزع الخطاب علي وسائل الإعلام لينشر في الصحف والمجلات كما هو دون تعديل أو تبديل لكلمة واحدة ولا زيادة ولا نقصان وكذلك تذيعة الإذاعات والقنوات الفضائية والأرضية.
فخطاب المناسبات القومية أو غيرها شىء والدردشة العادية بين الرئيس وبعض فئات الشعب في المناسبات التي أسميها عائلية سواء مع الشباب من أعضاء حملته الانتخابية أو مؤيديه وبطانته فهي عبارة عن مجاملات يجب ألا يذاع الحوار كاملاً علي العالم بل يكتفي بخبر بصورة يقول الرئيس يجتمع بالشباب أو بمن يجتمع بهم.
في مصر المحروسة دون العالم أجمع نجد الرئيس يميل إلي المنافقين المداحين ليحاوروه فمثلاً أيام مبارك وفي وجود كبار فلاسفة ومثقفي الإعلام الذين فاقت شهرتهم الرئيس لا يرتاح لهم الرئيس ويموت هياماً بمستفيد فوري (( مفيد فوزي )) . الذي يتقمص دور ممثل مغمور يهتم بطريقة عرض السؤال عن فحوي السؤال ويصطحب معه أسرته وهو يحاور الرئيس كنوع من أنواع الدعاية لأسرته وكأنه يقول للعالم أجمع أنا وأسرتي ضيوف علي مبارك كأصدقاء ويخرج الحوار تافهاً بلا أي معلومة اللهم إلا كتابة إسم مبارك بين كل مبارك ومبارك ناهيكم عن صورة مفيد وهو يرفع أصبعه مشيراً لمبارك كما لو كان هو الرئيس ومبارك هو المحاور. تمثيل في تمثيل.
وما زال السيسي علي الدرب ما رأيت حواراً معه خرجت منه بمعلومة صحيحة مؤكدة كلها أمنيات بالرغم من كثرتها لا أطيل وأخلص إلي أن السيسي يفتقد إلي مستشارين جادين أهل خبرة لا هواة وأهل ثقة فهو لا يمثل نفسه بل يمثل دولة اسمها مصر.