فى ليلةٍ
من ليالى الشتاءِ الباردةْ
كانت ليلةٍ غائمةْ
غاب فيها القمرْ
صوتُ الرعدُ خلفَ النوافذِ
لم يستترْ
و قطراتُ المطرُ
فى سباقٍ حميمّ
و جدالٍ محتدمْ
فوقَ زجاجِ النوافذْ
وأبداً لم يكُنْ حالُ قلبى
باردٍ
كالحالِ خلفَ النوافذْ
عداَ صوتُ دقاتهِ
المُضطربْ
كصوتِ قطاراتُ المطرْ
عادنى طيفُكِ
فجلستُ أُحاورهُ
كثيراً كثيراً ما زارنى
لكنْ الليلةِ الوضعُ مُختلفْ
قلبى يشكو الأهمالِ
قاسٍ
مُتمردْ
يائسٍ
مُتحدْ
أشعرُ بزمجرةِ نبضاتهُ
ولظىّ أحساسهِ المُتقدْ
و بدءتُ الحديثَ معكِ
منهكاً من طولِ الغيابْ
سيدتى
كيف وجدتِ أعترافى
تسرعٌ
أم أننى بنظركِ
مجرد أخرقْ
أجوفْ
أم أنى لستُ ألا عابثٍ
ببعضُ الكلماتِ
وبنظركِ هل كثرةُ أسئلتى
ثرثرةٍ
و أشاراتْ
همهمةٍ
و إيماءاتْ
و قلبى متبرٌ ما هو فيه
وباطلٌ له العشقِ
فهل واعدتيه ليلةً
أم أفضى أليه رمشُكِ
بسره
فأوحيتِ له
و نبئتهِ بدروبِ الهوىَ
أقتربتُ أكثرْ منكِ
حتى ظننتُ
أنى قابَ قوسينِ أو أدنىَ
وكلما أقتربْ وأجدُ ريحكِ
أجدُ سرابٍ
وبئرٍ معطلةْ
سيدتى
تأتينى
فتُربكينَ كلُ خُطواتى
رفقاً
فما عبثَ أحداً بعقلى
كما عبثتِ
وما عصف أحداً بقلبى
كما عصفتِ
وما كُنت أحتاجُ غير
نظرةْ
فكم أشتقتُ أن يُلقى
قلبى منكِ نظرة