وقفت “لقاء” في نافذةِ منزلها الريفي القديم تنظر باتجاه الجسر المقابل للمنزلِ في قلقٍ شديد ، فقد كانت على موعدٍ هامٍ مع الأمل كما أسمته. كانت على موعدٍ مع صديقة شديدة الثراء فكلتاهما تخرجتا من كليةِ العلوم و تواعدتا على إنشاء معمل كبير، “لقاء” بتفوقها و عبقريتها و صديقتُها “أمل ” برأسِ المال و لم تجدْ “لقاء” سببًا واضحًا لِكُلِ هذا القلق، سِوى إعتقادها ان هذه سوف تكون نقطة تحول كبيرة و تحدي للعالم بأسرهِ ، و كان العالم في نَظرِها عائلة “عتاب” الذى تقدّم لأسرتها لِيعلن أنّه يرى فيها زوجته الرائعة التي سوف تشاركهُ الطريق، وتجيبه عيناها : “لا بديلٌ لك” . و قطع هذا اللحن الجميل سؤالٌ برئ من الأبِ يسألُ فارس الأحلام : ” أين أسرتك ؟ ” ليجيب الفارس على إستحياء بأنّ: ” أسرتة ترفض هذا الارتباط” .
القصة التقليدية الأسرة الثرية ترفض الامتزاج مع الأسرة البسيطة و لكن الشيء غير التقليدي .. الشيء النادر بل النادر جدًا هو المشاعر الطاهرة النقية؛ و إتفاق القلب والعقل؛ و توقيع كليهما على هذه المشاعر الفياضة. فلم يكن حماسا مؤقتا بل كانت روابط تشابكت و تضافرت.. و بالرغم من هذا لم تقم “لقاء” بلوم والدها الذى أنهى المقابلة رافضًا أن يمس أحد كرامة ابنته..
و ظلت تحزنها صورة “عتاب” و هو يخرج في انكسار مهزوما في مشاعره و تتذكر على الجانب الآخر يوم أن همست إحدى الزميلات في أذنيها ناصحة : ” و لم لا يكون عقدا عرفيا لتضعي الجميع أمام الأمر الواقع؟ ” . و كانت “لقاء” جالسة فنهضت لتصفعها لولا أن جاهدت نفسها لتخمد ثورتها و سألتها في حدةٍ : ” أتتحدثين عني أنا و”عتاب” ؟ واللهِ ما اختاره قلبي و عقلي إلا لِخُلقه و ما اختارني إلا لاعتزازي بكرامتي .. نحلم بأسرة عمادها الدين والأخلاق ورضا الله -عز و جل- ، أنهدم الجوهر من أجل الشكل الباطل و ماذا نقول للأبناء ؟! أنحكي لهم هذه القصة المشينة؟! لا فإما أن يأتي بكلِ أسرته و يطلبني غاليةً من أسرتي و أنا (مُتَوجة) أو لا يأتي أبدًا .. أبدًا.. ورددت في نفسها لتكتم غيظها “المرء على دين خليله” و هذه الزميلة الناصحة بالمنكر الناضحة بما فيها لا يمكن أن أعرفها بعد اليوم . و ما إن نهضت حتى وجدت صديقتها الحميمة “وصال” توأم “عتاب” تضع يدها على كَتِفها في حنوٍ لتمنعها من مغادرة المكان هامسة “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس و الله يحب المحسنين”.. ففتحت بداخلها أبواب الرحمة فما كان من “لقاء” إلا أنها التفتت إلى زميلتها الحمقاء قائلة برفق: تفّهمي لعل الله يهديكِ .. إن ضاع الحب الوليد فلا يجب أن تضيع معه الكرامة؛ فالكرامة أرض خصبة ينبت فيها حب جديد ولكن إذا ضاعت الكرامة فالحب الجديد ينبت في الوحل و ما ينبت في الوحل أيامه معدودة .. و (المُتَوجة) لا تضع رأسها في الوحل أبدًا. و في غرفتها الصغيرة تفيق “لقاء” من شرودها على رنين الهاتف ويأتيها صوت “وصال” كالبلسم يناشدها الصبر و أفهمتها بأنها تحاول جاهدة أن تحصل على موافقة والديها و بأنها أخبرتهم بأن الفتيات ذات الثراء كثيرات و لكن المرصعات بدماثة الأخلاق نادرات فحركت بداخلها الأمل و أيضًا حمستها لإثبات ذاتها بمزيد من النجاحات. و لكن بسبب فرط قلقها استلقت ” لقاء” على سريرها الخشبي وظلت تتقلب يمينا و يسارًا و لسوء حظها انزلقت فارتطم رأسها بالأرض و تحسست رأسها مبتسمة فالألم العضوي لا يُمحي الابتسام مثلما يفعل الألم المعنوي. وظلت على وضعها ثوانِ عدة تنظر أسفل السرير فوقعت عيناها على صندوق صغير بداخله بعض أدواتها و أكياس من بودر المطاط و البلاستيك فجذبت الصندوق ووضعته على المنضدة و أخذت كتيب عنوانه “صناعة لعب الأطفال من المطاط” و تذكرت شقيقتها الصغيرة و هي تبكى من أجل شراء عروسة. ففكرت في عمل العروسة من المطاط و لكي تكتمل المفاجأة عملت العروسة بحجم شقيقتها البالغة عشر سنواتٍ. و تركتها تجف و بدأت في تنفيذ فستان جميل لها و بعد أن انتهت من تصميمه اتجهت للعروسة لتلبسها الفستان و لكن عيناها تسمرت فجاءة على جسم العروسة الذى تمدد و انتفخ وأصبح أكبر من حجم “لقاء” نفسها . إنه اِكتشاف مذهل اقتربت “لقاء” من الجسم المطاط الممدد و أرادت أن تمزح مع أفراد أسرتها فشقت جزء من هذا الجسم و بدأت ترسم فتحات لعينيها بعناية شديدة ثم ارتدت هذا الجسم و بدأت تنادي شقيقتها لتداعبها و لكنها لم تستطع لأنها بدأت تشعر باختناقٍ شديد و بدأ جسم العروسة المطاط يضغط عليها إلى أن أفقدها الوعى. و أفاقت بعد دقائق و هي لا تدرى كم من الوقت مر عليها و هي في هذه الصورة و نهضت فشعرت بشيء غريب؛ نقص في وزنها و قصر في طولها فجريت إلى الِمرآة لتتأكد من شعورها و فجعت و هي ترى نفسها و قد أصبحت فتاة صغيرة في العاشرة من عمرها و لم تتمالك نفسها فأطلقت صرخة فزعة و تجمع أفراد أسرتها و تلجم لسان “لقاء” و لم يعرفها أحد و بدأت الاسئلة تمطرها : ” من أنتِ ؟” .. ” و كيف دخلت ؟ ” ؛ فاتجهت “لقاء” إلى سكين تحاول أن تشق المطاط و لكنه كان رقيق للغاية ولم تتمكن من نزعه لإندماجه الشديد مع جسدها و جرحت يدها دون جدوى. فارتدت فستان العروسة الصغير و انسحبت في صمت على أمل أن تجد حلاً عند أقرب طبيب.
ووقفت على الطريق تشير إلى السيارات إلى أن وقفت سيارة تستقلها أسرة صغيرة أشفقت عليها ظناً منهم أنها فتاة صغيرة و سألتها السيدة : هل تحتاجين إلى المساعدة ؟ فأجابت: ” أريد النزول إلى القاهرة” و تنبهت لصوتها فكان أيضًا صوتًا لفتاة صغيرة فيبدو أن المطاط ضغط على أحبالها الصوتية. وأكملت بثقة أنها كانت بصحبه والدتها و عند وقوف السائق ليشتري بعض الطعام غافلت أمها و نزلت تشتري حلوى و عند عودتها لم تجد السيارة فيبدو أن أمها انشغلت مع إحدى الراكبات و لم تلاحظ غيابها . و نظرت “لقاء” في أعيُن الاسرة لتتأكد من سلامة حديثها الملفق وعندما اطمأنت أكملت أنها في غايه الاطمئنان لأنها تعرف العنوان جيدًا. أشفقت الاسرة عليها و اصطحبتها حيث أرادت، و هكذا يجد الإنسان نفسه في المحن يستنجد بأقرب الناس إلى قلبه فكان المكان الذى اختارته هو فيلا ” وصال” و “عتاب” . فكم عمِلا أبحاثًا معًا على مادة المطاط وبالتأكيد سيجدا لها حلا و أفاقت على صوت صاحبة السيارة تسألها : ” لقد وصلنا هل أنتِ متأكدة من العنوان ؟ ” فتظاهرت “لقاء” بالإطمئنان و ابتسمت شاكرة و نزلت في حيرة شديدة ثم حسمت أمرها و طرقت الباب الخارجي للفيلا و فتحت الخادمة مستفسرة فتلعثمت “لقاء” قليلا ثم أجابت : ” أريد مقابلة “وصال” فأنا شقيقة صديقتها” .
و غابت الخادمة لحظات ثم عادت و اصطحبتها للداخل في غرفه الاستقبال و ما هي إلا دقائق و دخلت “وصال” و معها شقيقها “عتاب” يستطلعون الأمر و ما إن وقعت عيناهما على الصغيرة حتى داعبوها ثم سألتها “وصال” : ” شقيقة من أيتها الجميلة؟ ” فأجابت و عيناها تلمعان: ” شقيقة ” لقاء ” و هي في ضيافة صديقتها “أمل” لإعداد معمل المطاط “. و أخرجت قصاصة ورق كانت قد كتبت عليها رسالة مختصرة ” استقبلوا شقيقتي لحين حضوري” . و إن كان بداخلهم علامات استفهام كثيرة إلا أن “وصال” احتضنتها و قبلتها و علق “عتاب” : ” كم تشبهين أختك كثيراً “. ومر الموقف بسلام و استدعت “وصال” الخادمة وهمست لها بأن تعد غرفة الضيافة لتكون في رعايتها. و سألتها الخادمة عن حقيبتها فارتبكت الصغيرة و تولت “وصال” الإجابة عنها بأن الحقيبة ستصل في المساء و في المساء أحضرت لها “وصال” ملابس جميلة و أيقظتها و فتحت الأكياس في مرح . فإسعاد الآخرين كعطر الزهور يعم عبيرها على الطرفين ثم استدارت تجاه “لقاء” تسألها : ” إلى الان لم أعرف اسمك؟ ” فارتبكت “لقاء” قليلا ثم قالت: اسمي “شذا” .. فردت “وصال”: ” ما أجمله من اسم!” . ارتدي هذا الفستان يا “شذا” سنخرج الآن أنا و أنتِ و”عتاب” لنزور بعض معالم القاهرة الساحرة و نتناول العشاء بالخارج و فرحت “لقاء” و استمتعت بكل لحظة متناسية ماهي فيه و عند عودتها فرضت الأحداث عليها الشرود .. وسألت نفسها : ” و ما آخر هذه الكذبة ؟ ألم آتي إلى هنا لأتخلص مما أنا فيه ؟” . و تناولت ورقة وكتبت بالتفصيل كل ما حدث و لم تجد في نفسها الشجاعة لتقصه بلسانها.. و شعرت برجفة شديدة حتما سيتهمونها بالخبل و الجنون ووضعت الورقة فوق الوسادة و ارتدت ملابسها استعداداً للطرد. ودخلت “وصال” في هذه اللحظة فبدا عليها الدهشه وهى تلمح دموع “لقاء” المتلاحقه و أمسكت بالورقة وقرأتها وابتسمت ظنًا منها أنها دعابة ولكن دموع “لقاء” المتلاحقة ألجمتها فأخذت الورقة وغابت قليلا. ثم عادت و معها “عتاب” الذى كان يبدو عليه التوتر و الغضب و تغيرت لهجته و هو يتحدث إلى “لقاء” : ” من أنتِ أيتها الصغيرة”؟ و لحساب أي صديق سخيف يمزح هذه المزحة الأسخف تعملين؟ ” . و جذب “لقاء” من يدها ليخرجها من الغرفة و من المكان كله . و صرخ النبض في عروقها و النبض الطاهر النقي كالبصمة سرى في عروقه فأحسها و تزلزل كيانه من الحيرة . فتوسل إليها أن تقول الصدق فكشفت عن أصابع يدها و أقتربت “وصال” لتجد أثر المطاط واضح وقد غطى أظافرها تماما و في حيرة شديدة و اندهاش لهذا الاكتشاف العجيب . دب اليقين في قلب “عتاب” و “وصال” بأن هذه الصغيرة صادقة و ما هي إلا “لقاء”. فقدم “عتاب” اعتذاره من خلال دموعه متعهدًا لها بأن يخلصها مما هي فيه . و مرت أيام وشعرت “لقاء” بأن “وصال” و “عتاب” يدبران شيئاً ما إلى أن دخلت “وصال” حاملة نفس العبوات و بداخلها بودر المطاط و البلاستيك و طلبت إليها أن تساعدها في عمل نفس الخليط وأخبرتها أنها ستجعلها ترتدى طبقات جديدة من المطاط ليزيد سمكه و بالتالي يسهل نزعه و صدقتها “لقاء” و فعلت ما طلبته منها. و على الجانب الآخر كان “عتاب” و “وصال” يقومان بعمل شكلين جديدين من هذا الخليط و بالفعل بدأت الأشكال تتمدد و حين ذاك طلبا من “لقاء” ان تحضر لهما صندوق من الداخل و ذهبت “لقاء” داخل الفيلا و عادت و معها الصندوق لتكتشف أن ” عتاب” و “وصال” فقدا الوعى أيضًا بعد أن ارتديا كلاهما الجسم المطاط فأخذت تصرخ في وجههما ” لم فعلتم هذا”؟ و بعد دقائق عادا إلى وعيهم لتقنعها “وصال” أنها مغامرة فريدة و سنعود سويا بعد أن نستعيد طفولتنا فترة من رتم الحياة السريع و أفهمها “عتاب” بأنه أتفق مع صديق له أن يتولى أمور ثلاثة أطفال من أقاربه لسفره المفاجئ و ترك له حساب مفتوح لكل طلباتهم و إلحاقهم بمدرسة فخمة بجوار الفيلا و لم يحاول صديقة أن يثقل عليه بالأسئلة و بالفعل في المساء أحضر لهم الصديق الزى المدرسي و أخبرهم بموعد المدرسة في الصباح . و ارتدى “عتاب” الشورت و القميص. و ارتدت الفتاتان الزي المدرسي و هن في مرح شديد لهذه التجربة المثيرة . و ذهب ثلاثتهم إلى المدرسة ذات الطابع الفخم وحديقتها الكبيرة تحتضن المبنى بأشجارها الضخمة و حشائشها التي كست أرجاء المكان . وجلسوا تحت تكعيبة من الياسمين و كان اللون الأبيض من الياسمين يغطى التكعيبة تمامًا و يتدلى على جانبيها ورائحتة الساحرة تنبعث في أرجاء المكان و دق الجرس ليعلن عن موعد بدء الحصة الأولى . و أخذ عتاب بخفة ظله يوقعهن في مطب تارة و ينقذهن تارة أخرى . وذات يوم طلب منهن أن تساعداه في جمع التوت و بالفعل تسلق الشجرة و ظل يجمع التوت و يغيظ “وصال” و “لقاء” و يلقى بالتوت للتلميذات الصغيرات و هو يردد ضاحكاً : “حسناوات المستقبل”.. فغابت “لقاء” و “وصال” لحظات و عادتا مصطحبين عم “جابر” الجنايني و ما أن نزل من الشجرة حتى وقع في قبضة عم “جابر” الجنايني و “لقاء” تردد في همس ” خلي الحسناوات ينفعوك”. و عند المديرة وقع العقاب على ثلاثتهم .ففي خبث شديد كان “عتاب” أعترف للمديرة ممثلاً في ندم بأن شقيقتة و صديقتها هما من طلبتا منه التوت و في اليوم التالي نسقت الفتاتان خطة رداً على فعلته هذه . فتظاهرت “لقاء” بأنها لم تعمل واجب العربي و طلبت من “عتاب” نقل الواجب منه مرددة : “أنت تعلم عصا الأستاذ “رفاعي” . ودون أن يشعر نزعت من دفتره وريقات الواجب في الوقت الذي كانت عصا الأستاذ “رفاعي” ترن و هو يمر على الواجب .فأخذ “عتاب” يقلب الصفحات يمينًا و يسارًاً دون جدوى ثم نظر إلى “لقاء” فلاحظ ابتسامة مكر ترتسم على وجهها و هي تخرج يدها من النافذة التي بجانبها فسألها عن ورقات الواجب فأجابته ببساطة : ” هاهي” وفتحت يدها فطارت الأوراق من النافذة في الوقت الذى كان صوت العصا الغليظة يرن بالقرب منه فدارت عيناه ” مع نغمة العصا و أرتجف غيظاً وفى لمح البصر كتب “عتاب” في قصاصة من الورق شيئا ما وأغمضت “لقاء” عيناها حتى لا ترى العصا و هي تقع على يديه و لكنها سمعت تصفيقاً حاداً .. ففتحت عينيها تستطلع الأمر فإذا بالأستاذ يُثني عليه لِحضورهِ اليوم رغم مرضه و طلب منه أن ينزل لطبيبة المدرسة .. فاستأذن أن يستند على “لقاء” لتساعده و ما أن أغلق باب الفصل خلفهم حتى اندفعت تجرى على السلم خوفاً من عقابه فانزلقت قدماها على السلم و ارتطمت رأسها بالجدارفشعرت بألم شديد فأخذت تتحسس رأسها وفتحت عينيها لتجد نفسها على سريرها الخشبي في بلدتها فأخذت تفتح عينيها بمجهود شديد لتكتشف بأن كل ما حدث ما هو إلا حلم استغرق كم من الوقت ؟ هي لا تدرى .. يا له من حلم عجيب ثقيل في بعضه و شيق و حالم في أغلبه!! .
و سألت أمها : ” كم استغرقت في نومي هذا ؟ ” و قبل أن تجيبها سمعت صوت سيارة تقف أمام البيت فاستدارت اتجاه النافذة لتفتحها و ينفتح معها عيناها و قلبها و كل مشاعرها التي ادخرتها في نقاء لمثل هذا اليوم؛ فكان القادم المنتظر على غير ميعاد هو “عتاب” و اسرتهِ و على وجهه ابتسامة التفاؤل .. فلمعت عيناها و ملأ الفرح قلبها لرؤيتها التي تحققت بأروع ما يكون .. وتوجهت للسماء شاكرة فتراءى لها صورا لأطفال رؤيتها يحلقون في السماء و يلوحون لها بأجنحة بيضاء وقد مزّقوا المطاط متحررين منه بِكلِ سهولةٍ ويسر وهم يرددون ” من يتق الله يجعل له مخرجا” .
تمت