تهافت واحتشاد ، تدافع وصراخ ، كل يريد أن يصل إليه ، أن يصافحه ، أن يلمس جزءا من ثيابه ، وإن فاز بصورة سيلفي معه يعلقها على حائط إنجازاته العظيمة فتلك نعمة كبرى ومِزية عُظمى سيفاخر بها مدى عمره ، سيرسلها إلى جميع معارفه يستطيل عليهم بها، وسينام بعدها قرير العين .
نساء ورجال ، شباب وصبايا ، الكل يريد أن يرى مَثَلَهُ الأعلى ، الكل يريد أن يكون قريبا من أسوته وقدوته ، فهو بما يؤديه من دور فى ملاعب كره القدم يخط لهم طريق مجد تليد ، يفتح لهم نوافذ واسعة على مستقبل واعد .
هذا الذي أبكى عيونا قبل أمس بعضها بكى لفوزه بالاقتراب منه وبعضهم بكى لعجزه عن الوصول إليه ، هذا ليس قائدا سار بأمته نحو فلاحها ، ليس عالما اكتشف ما لم يكتشفه الماضون ، ليس مخترعا اخترع ما سيسهل للبشرية حياتها ، ليس معلما أنفق عمره في تعليم أبناء الحياة.
إنه لاعب كوره وحسب ، يعطى له دور فى الملعب فيؤديه ، امامه لاعب آخر يمارس معه دور اخر بالملعب ليشعلا حماسه الجماهير .
إنه لاعب توفر له الإمكانات المالية والشهره وتحقيق ثروات ويتحول لنجم اعلانات وربما نجم سينما أن يظهر بمظهر يأسر قلوبا قلقة مضطربة وعقولا تبحث عن الأوهام ونفوسا تعاني من الفراغ .
مجتمعاتنا في هزال ما بعده هزال ، شبابنا يتعلقون بسراب ، فتياتنا طلقن الحياء والعفة والاحتشام لاهثين وراءه فى كواليس الملاعب والحفلات العامه والخاصة ، والكل يهرب من الواقع إلى الوهم ، حتى صار الناس سكارى ، بدل أن يواجهوا الواقع فيبنوه أو يرمموه
دعونا نركز اكثر فى عجلة التنمية الرخاء والبناء القوة الاقتصادية التى تبنتها الامم الكبرى فصارت مهيمنة محققة كل احلامها ورغباتها العمل ثم العمل الاجتهاد والوصول للحقائق الواقعية فى حياتنا لبناء امة قوية قادرة على المنافسة