الاخبارية – سلامة عبد الصمد
5 أعوام مرت على رحيله تاركًا خلفه تاريخ وتراث فني لجميع الأجيال ورصيد من العمل المسرحي لا يُقدر بثمن، هو ومعه جيل من الفنانين المبدعين استطاعوا وضع لمساتهم الفنية على المسرح، إنما هو صنع وحدة تاريخ مسرحي عريق، إنه فتى المسرح “سعيد صالح”.
اليوم 31 يوليو، تحل الذكرى الخامسة على رحيل الفنان القدير سعيد صالح، الذي أطلق على نفسه فتى المسرح بعدما استطاع وحدة العمل في أكثر من 300 مسرحية، خلال عمله على المسرح عُرف صالح بأنه ملك الارتجال الأمر الذي سبب له الكثير من المتاعب والمشاكل وأوصله للسجن.
أراد سعيد صالح عن لقائه بـ(يونس شلبي، وأحمد زكي، وعادل إمام)، تغيير شكل المسرح وخلق جيل جديد من المسرح وأن يكون خليفة لمن سبقوه على المسرح والذين تعلم منهم وهم جيل فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي، ومن قبلهم “نجيب الريحاني وعلي الكسار”، وأنه أراد صنع الكوميديا الخاصة به.
(مدرسة المشاغبين، العيال كبرت)، أحد أشهر المسرحيات التي قدمها سعيد صالح واشترك معه فيهم “أحمد زكي ويونس شلبي، وعادل إمام”، وقدموا للجمهور مسرحتين يعتبروا أحد مصادر البهجة والكوميديا الحقيقية في تاريخ المسرح المصري.
ومن الممكن أن يرتجل الفنان على المسرح جملة صغيرة أو “إفيه” غير متوقع، لكن سعيد صالح أو فتى المسرح استطاع أن يرتجل مشهدا كاملا والأكثر من ذلك أن المشهد أصبح عالقًا في ذهن الجمهور حتى هذا اليوم وربما للأجيال القادمة، فاستطاع أن يرتجل مشهد “السبورة” في مسرحية مدرسة المشاغبين.
وقال صالح -خلال أحد اللقاءات التلفزيونية- إن مشهد السبورة تم ارتجاله خلال أول يوم عرض في المسرحية ولم يكن مخطط له من الأساس بسبب عدم وجود الديكور الكامل في البروفة، وأنه حاول تقديم شخصية مرسي الذي كان الذي كانت شخصيته الشاب قليل الأدب، وأنه فكر وقتها كيف يقدم الشخصية على المسرح بشكل كوميدي.
خروج سعيد صالح عن النص وارتجاله تسبب له في متاعب كثيرة أوصلته للسجن، وصرح أكثر من مرة بأنه غير منزعج بسبب تلك التهمة أو حتى دخوله السجن وأنه لم يكن هناك أي أدلة تُثبت إدانته وأنه تعرض للظلم وخرج بعدها في الاستئناف لمدة 18 يومًا.
ولكن الفترة الأكبر التي تعرض فيها سعيد صالح للحبس عندما خرج عن النص في مسرحية “لعبة اسمها الفلوس” عام 1983، عندما أضاف جملة كوميدية خاصة به قائلاً: “أمي اتجوزت 3 مرات.. الأول وكلنا المش، والتاني علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينش”.
النظام وقتها اعتبر الجملة سخرية من الرؤساء المصريين الثلاثة، الراحل جمال عبدالناصر والراحل محمد أنور السادات، والمخلوع محمد حسني مبارك الذي كان رئيسًا وقتها، وتعرض للحبس لمدة 6 أشهر.
وفي عام 1985 أي بعد خروجه من السجن ومرور عامين على المسرحية التي تسببت في حبسه، قدم صالح مسرحية “كعبلون” التي استخدمها صالح للاعتراض على سجنة والسخرية عن طريق الارتجال.
وتحدث صالح عن حبسه في مشهدين داخل المسرحية الكوميدية، قال في الأول إنه مستعد لدخول السجن مرة أخرى مقابل تقبيل الممثلة وأنه دخل قبل ذلك في جملة، وفي مشهد آخر تحدث معه شخص من الجمهور ليرد عليه صالح قائلا: “مهو أنت هتتكلم وأنا هرد عليك وأخرج عن النص واتحبس تاني”، وقدم وقتها خلال العرض أغنية “الممنوعات” كلمات أحمد فؤاد نجم وألحان وغناء الشيخ إمام.