الاخبارية – سامية الفقى
تعلن فاطمة نوح المتخصصة في مجال الاستشارات التعليمية عن إطلاق مبادرة ” من علمني حرفاً ” لدعم المعلم المصري، وبناء صورة ذهنية إيجابية لاستعادة جسور الثقة بين المعلمين وأولياء الأمور والطلاب وكافة أطياف المجتمع المصري.
وترتكز المبادرة على ضرورة إدراك حجم ما يمثله المعلم من قيمة مجتمعية، وأن مكانة المعلم يجب أن تكون على رأس الهرم الاجتماعي وليست أقل من ذلك، وأنه يجب علينا جميعاً إدراك هذه القيمة من أجل الارتقاء بالمنظومة التعليمية باعتبار أن المعلمين هم الركيزة الأساسية لأي عملية تطوير.
وتهدف المبادرة إلى إبراز النماذج الناجحة التي لها مسيرة مميزة من المعلمين، وتكريم الذين حققوا نجاحاً ملموساً على المستوى الإقليمي والدولي والمحلي وحتى على مستوى مناطقهم وقراهم ونجوعهم، والتواصل مع المسئولين في كافة الجهات من أجل ضرورة الاستفادة من تلك العناصر الناجحة. والعمل من خلال مجموعات العمل المبادرة على نشر ثقافة الوعي بأهمية ومكانة المعلم، وأنه من غير المقبول إطلاقاً إهانة أي معلم أو المساس بكرامته، وإدراك أن المساس بهيبة وكرامة المعلم من شأنه التأثير بشكل سلبي على المجتمع ككل لأن المعلم الذي يشعر بالإهانة أو فقدان الهيبة حتماً سيكون من نتائج ذلك تخريج أجيال مشوهة وغير سوية.
وقالت ” نوح”، في بيانها التأسيسي للمبادرة، إن الغرض من إطلاق المبادرة هو التواصل مع كافة المعنيين بالعملية التعليمية سواء أكانوا مجموعات أولياء الأمور أو الطلاب أو التربويين وعقد مؤتمرات وندوات تثقيفية والتواصل مع وسائل الإعلام المعنية ونقابة المهن التعليمية من أجل العمل لإبراز الجهود والمعاناة التي يواجهها المعلمين، والأزمات التي تلاحقهم، وبالرغم من ذلك مطلوب منهم الأداء بشكل جيد وفاعل وتطوير أنفسهم مهنياً ومعرفياً لتقديم ما يحتاجه الطلاب.
وتابعت “نوح” :” إنه بعد 20 عاماً من الاحتكاك بالعملية التعليمية ندرك أن القيمة الفعلية للتعليم المصري تكمن في المعلمين، وأنه عندما كنا نمتلك خبرات كبيرة من المعلمين كانت مصر تعلم العالم العربي وكنا نمتلك تعليماً قوياً، وأن تراكم المشكلات والأزمات التي يواجهها المعلمين وعلى رأسها النظرة المجتمعية السلبية في أحيان كثيرة أحد الأسباب الرئيسية لتدني المستوى التعليمي، وتلك النظرة السلبية ساهمت في ترويجها مجموعة من الأعمال السينمائية والدرامية، وكذلك ساهمت فيها الشائعات والأخبار المغلوطة التي تروج عبر السوشيال ميديا”.
وأردفت صاحبة مبادرة ” من علمني حرفا” أن المبادرة تسعى إلى تغيير تلك الصورة الذهنية ودعم المعلمين من أجل استعادة المكانة المفقودة، وأنه في السابق عندما كانت هيبة المعلم مصانة كان المعلمون يتفانون في خدمة مجتمعهم، رغم أن ظروفهم المادية لم تكن بالقدر الذي يستحقونه أيضاً إلا أنهم كانوا لا يلتفتون إلى الجانب المالي بقدر ما كانوا يقدرون الجانب المعنوي، ويضعون ماكنتهم المجتمعية نصب أعينهم طوال الوقت، وهذا الأمر لا يعني أن المبادرة لن تطالب بأن يحصل المعلمين على حقوقهم المادية؛ ولكن يعني أن العمل يرتكز على شقين الأول استعادة مكانة المعلم اجتماعياً والدفاع عن هيبته، والثاني المطالبة بأن يحصل المعلمين على حقوقهم المالية التي تحفظ لهم حياة كريمة من أجل الحد من الدروس الخصوصية وما تبعها من مشكلات.