تبذل الحكومة جهودًا مشكورة للاتجاه نحو التحول الرقمي، وهو تقديم كافة الخدمات للمواطنين عن طريق المراكز التكنولوجية، ومنها الخدمات الصحية والشهر العقاري والتموين والشرطة وجميع وحدات المرور والسجل التجاري.. وغيرها من كافة الجهات التي تقدم خدماتها للمواطنين.
ومن فوائد ومميزات التحول الرقمي هو القضاء على الفساد والحد منه بنسبة كبيرة؛ حيث سيكون معظم تعامل المواطنين مع أجهزة تكنولوجية وإنترنت وليس مع أفراد، بالإضافة إلى أن التحول الرقمي سوف يوفر الجهد والعناء والوقت؛ وحتى التكاليف بالنسبة للمواطنين عند التعامل مع الأجهزة الحكومية.
ولكن هذا التحول الرقمي الذي يحدث الآن وتقوم به بعض الوزارات وهي التخطيط والاتصالات وغيرها ليس بالسرعة المطلوبة ولا الإنجاز المرجو؛ حيث لابد من قيام جميع الأجهزة المعنية بالتكاتف والتنسيق لإنجاز هذا المشروع القومي بأسرع وقت؛ لأنه من ضرورات التنمية ونهضة الاقتصاد وأمل المستقبل وتقدم البلد، ويجب أن تكون الأولوية في تطبيق التحول الرقمي في الأجهزة الحكومية التي تتعامل مع أكبر قدر من المواطنين؛ ومنها على سبيل المثال المركز الرئيسي لمصلحة الأحوال المدنية بالعباسية؛ حيث يأتي إليها المواطنون من كافة المحافظات؛ ومنهم من يضطر أن يأتي فجرًا، أو يبيت ليلته أمام المصلحة لاستخراج مستندات منها؛ ومنها القيد العائلي الذي يكون مطلوبًا في جهات معينة.
وللأسف يعاني مسئولو وموظفو مصلحة الأحوال المدنية من شدة الزحام وضغط العمل، والحقيقة يؤدون واجبهم على أكمل وجه دون ملل أو كلل، ولكن المشكلة للمواطنين دائمًا في استخراج القيد العائلي الذي يتطلب معرفة بيانات عن طالبه تصل إلى الجد والجدة بالنسبة للأب والأم، وهذا صعب جدًا ودائمًا المعلومات غير متوافرة أو غير صحيحة، وهذا يشكل معاناة دائمًا للمواطنين ولموظفي المصلحة.
ولذا رحمة بالأحوال المدنية والمدنيين سرعة تطبيق التحول الرقمي على تعاملات الأحوال المدنية؛ بحيث يقوم كل مواطن باستخراج ما يلزم من أوراق داخل محافظته بالسرعة المطلوبة ولا يضطر الذهاب للمركز الرئيسي لاستخراج أي أوراق، وأيضًا سيتم تصحيح أي بيانات مغلوطة أو غير صحيحة، واستخراجها في التو واللحظة بدلا من العذاب الذي يواجهه المواطنون عند تصحيح أي خطأ في أوراقهم.
mahmoud.diab@egyptpress.org