اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى ومعها تباعا وسائل الإعلام والرأى العام، خلال الأيام الماضية، بمناسبة حادث قطار الإسكندرية الأقصر، وترددت أقاويل كثيرة ما بين التهويل والتهوين، فهناك من قالوا إن الكمسرى خيرهما بين دفع قيمة تذكرة الركوب أو تحرير محضر لهما، وهناك من قالوا إن الكمسرى تسبب فى قفزهم خارج القطار، والبعض وهم القليل الذى قال إن الكمسرى كان يؤدى عمله وهما اللذان قفزا بإرادتهما خوفا من تحرير محضر.
كل هذه الأقاويل المختلفة من خيال الذين تداولوها، لأنهم ليسوا شهودا عليها ولم يروها ولكن رددوها عن طريق ما كتب فى شبكات التواصل الاجتماعى، وأصدروا أيضا أحكاما على مسئولى القطار بل ذهب البعض منهم وطالب باستقالة وزير النقل، واستغل هذا الحدث إخوان الشيطان وقنواتهم المأجورة بمهاجمة مصر والحكومة، بالرغم أن مثل هذا الحادث يحدث كثيرا فى معظم دول العالم، لذا علينا جميعا أن ننتظر نتيجة التحقيقات التى سوف تظهر الحقيقة، خاصة أن النيابة العامة قررت حبس رئيس القطار على ذمة التحقيق، وكان هناك موقف إيجابى من وزير النقل عندما توجه إلى أسرة الشاب المتوفى لتقديم واجب العزاء بنفسه، وأكد فى تصريح واضح وصريح أن حق المتوفى لن يضيع ولدينا قضاء عظيم وشامخ يعطى كل ذى حق حقه.
لكن النقطة الأهم والواجبة على على كل المصريين عدم الانجراف وراء شائعات شبكات التواصل الاجتماعى فى أى حادث، حيث هناك من أعداء مصر الذين يحاولون صب الزيت على النار فى هذه الأحداث لإثارة الرأى العام، ومحاولة احداث اضطرابات وفوضى بهدف الإضرار مصر وضرب استقرارها، والحق أن نسبة لابأس بها من المصريين أصبحوا يدركون جيدا حروب الشائعات والأخبار الكاذبة على السوشيال ميديا، لكننا نطمح إلى أن ينتقل هذا الإدراك والفهم إلى الغالبية الساحقة من المصريين، فليس كل ما يروج على السوشيال ميديا له صلة بالواقع أو الحقيقة، بل غالبا ما يكون بعيدا عنها أو موجها لتشويهها أو التلاعب بها لأغراض ومصالح خارجية.