أن تحقيق التنمية والسلام فى جميع المجالات مرتبطبعقول وسلوك البشر,وقد شهد العالم فى العقود الأخيرة أزمات ونزاعات مسلحة كثيرة طالت الكثير من موارد التنمية سواء كانت بشرية أو مادية,ويمكن القول أن كثير من هذه النزاعات ارتبط برغبات البشر وصراعهم حول السلطة والمال وقهر الظلم وغيرها,وهذه النزاعات أعطت فرصة كبيرة للجماعات ذات الفكر المتطرف والمنحرف عن الانسانية والمبادىء التى خلق الله الكون من أجلها ولا ترتبط تلك الجماعات بديانة محددة ,ولا دولة محددة ولا قومية معينة,فحيث يوجد التطرف فى الشرق فهناك تطرف أشد فى الغرب,والشباب يمثل شريحة كبيرة من القطاعات المجتمعية فى العالم, وهم محور هام من محاور التنمية, وهم قادة المستقبل الذى تبنى على عقولهم الأمم,ورغم المحالاوت المصرية لدمج الشباب فى الحياة السياسية فى الماضى الا أنها كانت شكلية ,وقد استدركت القيادة السياسية وبخاصة بعد الاحداث التى وقعت عقب 2010 فى الدول العربية مصر أهمية دور الشباب وتوعيتهم حتى لا يقعوا فريسة لافكار هدامة,ومن ثم تبلورت الفكرة بشكل أوسع ولم تكتفى بالشباب المصرى والعربى والافريقى بل اصبح توجه مصرى عالمى نحو تمكين الشباب وادماجهم فى قضايا أوطانهم وقضايا العالم, لخق حالة من التبادل العقلى والانسانى بين هؤلاء الشباب, وهو ما يفرز فى النهاية جيل من القادة فى العالم أكثر تشاركية وتفاهم تجاه قضايا العالم ومن ثم تكون معدلات التعاون فى شكل متزايد ,مما يعزز السلام والأمن العالمى ,أن منتدى شباب العالم الذى تستضيف مدينة السلام نسخته الثالثة بمشاركة أكثر من سبعة آلاف شاب وفتاه من 198 دولة حول العالم ممن تندرج اعمارهم تحت سن 30 عام من مختلف الاديان والثقافات إنما يشكل بوتقة ثقافية أكثر شمولا عن تجميع النظم السياسية الدولية الاكثر تعقيدا وتفرقاً,فتوجه القيادة السياسية بفكرها الاستراتيجيى نحو ادماج الشباب واحتكاكهم بالمسؤولين ومحاوراتهم ومناقشتهم حول ما يجول بفكرهم تجاه قضايا مجتمعهم وقضايا العالم إنما يمثل نموذجاً فريدا للمشاركة السياسية ,وانتقال الفكرة لطورها الأكبر بتجميع شباب العالم فى مصر الحضارة والتاريخ لمناقشة قضايا مستقبلية تهم العالم من قبيل التغير المناخى والطاقة,والتنمية ,وعملية التحول الرقمى وتحدياتها الأمنية ,والذكاء الاصطناعى وتحديات التنمية فى القارة السمراء الأكثر غناً وفقراً في نفس الوقت انما يمثل إستخداماً فعالاً للقوة الناعمة المصرية,ويمثل ترسيخا لمبادىء الاسلام السمحه والتى تعلى قيمة التسامح والعدل والمساوة بمفهومها الشامل,وهى القيم الاسلامية العليا التى يجب أن تقوم عليها مبادىء العدل والانصاف على الارض والتى انتشر بها الاسلام,حيث يقول الله عز وجل لرسولة الكريم:”لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك”صدق الله وصدق رسوله الكريم. �