التصريحات الصادرة عن الملالى فى طهران.. والتصرفات التى يقدم عليها الشعب فى مناسبات عدة توضح أن الدولة الفارسية صارت خارجة عن الزمان.. ما زالت تعيش فى كهف الأوهام والأساطير والقصص الكوميدية.
مثلا، فى جنازة قاسم سليمانى
تدافع الألوف لنيل البركة من جثمان الشهيد الذاهب إلى الجنة فى اعتقادهم..
ووصف المعلقون فى راديو وتليفزيون طهران وفى بعض الصحف عملية الاغتيال
بأنها لحظة التقى فيها سليمانى بالإمام الحسين فى جنات الخلد.. الشرارة انبعثت من حسن نصر الله سيد
التعبيرات البلاغية وليس كما يصفه مؤيدوه «أيقونة الثورة ضد إسرائيل».. قال فى تغريدة له: «قطعوا
رأس سليمانى كما حدث مع الحسين رضى الله عنه».. وأبدع فى المبالغة
ليقول يداه قطعتا كما الإمام العباس وأشلاء جسده تذكرنا بعلى الأكبر ابن
الإمام الحسين الذى استشهد مع أبوه.. وهكذا أعطاهم نصر الله أوصافا للأئمة
المقربين تنطبق على سليمانى.. فمن ثم كانت جنازته أشبه بحشد تم تنويمه
مغناطيسيا فلقى العشرات حتفهم وأصيب مثلهم بجراح فى نوبة دروشة غيبية فى المشهد
الجنائزى الذى أخرجه وكتب له السيناريو الملالى.
الإيرانيون هم نتاج
ثقافة الثورة الإسلامية.. الثورة التى جعلت الانتحار فرضا وقتل الخصوم
واجبا مقدسا ونشر الإرهاب ضد كل المخالفين بابا من أبواب الجنة.
لقد استطاعت دولة الملالى
أن تجعل شعبهما يقف خارج عصره ويقصر تقدمه على صناعة السلاح، أما تدنى
التعليم وغياب العلم عن الحياة العامة وانهيار مستوى المعيشة والقبول بالفقر
والمرض والحرمان من التقدم التكنولوجى فقد غاب للأبد.
صنعت دولة الملالى
شعبا يؤمن بالخرافة.. فالحرب الإيرانية العراقية التى استمرت 8 سنوات
لم تكن بدافع من الوطنية بقدر ما كانت استجابة لوازع دينى، أن ينتصر الشيعة
على السنة.. أن يستحضروا مشهد مقتل الإمام الحسين فى كل معركة يخوضونها
مع خصومهم.
لن تنجح إيران أن تكون
عضوا فى المجتمع الدولى بعقلية الأساطير والخرافات والخزعبلات، تكذب بعض الدول
الأوروبية على نفسها عندما تحاول إدخال إيران فى المجتمع الدولى الحديث، هى
أشبه بفيلم صامت فى زمن السينما ثلاثية الأبعاد.. دخول إيران المجتمع الدولى
سيحول المشهد السياسى العالمى لسيرك رخيص تتلاعب فيه البهلونات
بالجمهور بدلا من تسليتهم.
كان الاتفاق النووى
الإيرانى أو ما يعرف عالميا بـ5+1 بمثابة سيرك غريب وحفلة بلا جمهور.. ورغم عدم
موافقتى على الكثير من تصرفات ترامب وتصريحاته إلا أنه كان مصيبا فى الانسحاب من
الاتفاق النووى الذى لم يكن سوى محاولة لترضية قوى خرافية ما تزال تعيش فى القرن الـ21.
قال ترامب لتذهب
إيران وبرنامجها النووى للجحيم.. لم يقل ذلك إلا بعد أن عرف كل شىء عن هذا
الوحش المرسوم فى قصص الثوريين ومحاربى طواحين الهواء.. إيران لن تحصل
على سلاح نووى تحت أى ظرف.. ما هى إلا أضغاث أحلام وبالتأكيد ليست كوريا
الشمالية.. وبالتالى معاملة واشنطن للدولتين مختلفة.. حتى لو اقتربت من
تحقيق ذلك الهدف فهناك وسائل كفيلة بإجهاض حلمها ومن لا يصدق ذلك عليه أن
يتفحص بإمانة الرد الذى قامت به ثأرا لمقتل بطلها القومى قاسم سليمانى.
لقد تركت كل
القواعد العسكرية الأمريكية القريبة منها فى قطر وأفغانستان والكويت
وتركيا والأساطيل وحاملات الطائرات الأمريكية التى تبحر فى المياه الدولية
المحاذية لها وتوجهت بصواريخها إلى قاعدة عراقية تقع وسط الصحراء لا يلحق
ضربها أى ضرر بالمصالح الأمريكية.