الإعلام القومي هو قضية الساعة ، فالرئيس عبد الفتاح السيسي دائما ما يؤكد في كافة المحافل على أهمية دور الإعلام في التوعية وإظهار المجهودات التي تقوم بها الدولة والقيادة السياسية ، وتسليط الضوء على القضايا والملفات والمخاطر التي تحيط بالدولة المصرية في مرحلة مفصلية من تاريخها وهي مرحلة بناء الدولة الوطنية .
ومن هنا جاء إختيار الرئيس للكاتب الصحفي الكبير الدكتور أسامة هيكل وكلفه بوزارة الدولة للإعلام ، فعندما نستعرض معاً النجاحات التي حققها هيكل خلال مشواره منذ أحداث يناير 2011 عندما تولى وزارة الإعلام في يوليو من نفس العام ، نرى أنه تصدى لحالة الإنفلات غير المسبوقة التي شهدها هذا الصرح العملاق “ماسبيرو” بسبب تداعيات أحداث يناير ، وأصر على وقف مهزلة التفاوت الرهيب وغير المقبول في الأجور ، حيث أقر لائحة جديدة للأجور لاقت استحساناً كبيراً حينها وهدأت من خواطر الناقمين على تلك الأوضاع غير العادلة ، وهو الأمر الذي كان يستحيل الإقتراب منه في مثل تلك الظروف المنفلتة التي مرت بها مصر حينها إلا من خلال شخص قوي يجيد إدارة الأزمات ويضع الحلول الناجعة التي تراعي أي سيناريوهات متوقعة من أي طرف .
كما شهد ماسبيرو خلال فترة تولي هيكل وزارة الإعلام تطورا ملحوظا في الأداء والمستوى الإعلامي ، حيث وضع إستراتيجية للإعلام الوطني الرسمي ، وخاض خلال تلك الفترة معارك شرسة داخل ماسبيرو منها توحيد جهة إصدار تراخيص الإعلام الخاص ووضع تشريع لتنظيم علاقة المجتمع بالإعلام في ظل تزايد حالة الفوضى الإعلامية خلال تلك الفترة ، وكان له أيضا دورا قويا في التصدي لقناة الجزيرة مباشر مصر التي كانت تعمل بدون تراخيص قانونية ، حيث إعتبر ذلك خرقاً لسيادة الدولة المصرية ووقف له بالمرصاد .
إلا أن إستيلاء جماعة الإخوان الإرهابية على مقدرات الأمور وتصدر عناصرها واجهة المشهد وإصرارهم على إزاحة
” هيكل ” الوطني غير المستأنس بالنسبة لهم ، وإسناد حقيبة الإعلام لربيبهم الإخواني صلاح عبد المقصود ، أطاح بكل تلك النجاحات وأعاد المحن إلى سابق عهدها ، ليدخل ماسبيرو مرحلة من الهياج وعدم الإستقرار بسبب السياسات الخرقاء للوزير الإخواني في ظل حالة التخبط التي كانت تصبغ وجه مصر في هذه المرحلة الكئيبة .
أما عن تجربة “هيكل ” في إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي التي تولى رئاستها عام 2014 ، فهي تجربة فريدة من نوعها تضيف إلى صاحبها المزيد من النجاحات ، حيث إستطاع في سابقة هي الأولى أن ينهي مديونيات المدينة لدى كل الجهات ، فيما إستطاع تحقيق أرباح كبيرة بعد تمكنه من وقف نزيف الخسائر وتوفير موارد جديدة للمدينة ضمن خطة تطوير واسعة شملت إعادة الهيكلة ، لتؤكد ثقة المساهمين الذين إنتخبوه للحفاظ على مصالحهم .
فالرجل يتمتع بقدرات فائقة في الإدارة وفق منهج علمي مبني على الحقائق والأرقام ، ويبدع في رسم التصورات التي تضمن النجاح لأي مؤسسة وفق ما تمليه ظروف الواقع وتوقعات المستقبل ، الأمر الذي يجعل إصلاح ماسبيرو وإعادة رسم خارطة محتواه معادلة يجيد ” أسامة هيكل ” توظيف الأرقام بداخلها وصولا لأفضل النتائج المأمولة .
ولأن ماسبيرو قضية أمن قومي فإن تطويره يجب أن يخضع لآليات تتيح الإستفادة من كل مقوماته التاريخية والمكانية والقدرات البشرية التى تعمل به فماسبيرو ملئ بالكوادر القادرة على النهوض به ولكن عندما تأخذ فرصتها كاملة فى ظل توفير الإمكانيات والبيئة الحاضنة التى تساعد على النجاح .
فكلما تتحدث مع الكثير من كوادر ماسبيرو التحريرية أو الإعلامية تجد أن هناك سعادة بالغة قد تملكتهم عندما تولى الدكتور” أسامة هيكل ” دفة قيادة المنظمومة الإعلامية وأصبحوا يتحدوثون بلسان إنتظروا ماسبيرو فى ثوبه الجديد .
إن تنفيذ هذا التطوير المأمول يجعل من ماسبيرو قيمة مضافة للوطن ولبنة في بناء الدولة الوطنية التي يؤسس لها الزعيم والقائد عبد الفتاح السيسي .
وليس ثمة شك في أن تطوير المحتوى بما يتواكب مع طبيعة المرحلة التاريخية التي تمر بها مصر مع تكريس كافة الطاقات البشرية وكشف المواهب وتصديرها واجهة المشهد هي حجر الزاوية في أي تطوير مأمول ، الأمر الذي سوف يضع الدكتور ” أسامة هيكل ” في أول القائمة لوزراء الإعلام الذين سيذكرهم التاريخ حال تحقيقه ما عجز عنه كل من سبقوه ، وهذا ما يفسر ثقة القيادة السياسية في إسم الدكتور “أسامة هيكل ” باعتباره الشخصية القادرة على وضع بصمات تؤهل ماسبيرو ليكون قبلة جماهير المشاهدين والمستمعين ليس فقط المصرية ولكن العربية والعالمية .