تصعد حكومة الاحتلال من عدوانها بينما يعمل اليمين الحاكم في إسرائيل الي محاربة أبناء الشعب الفلسطيني بشكل مباشر ويزيد من معاناتهم وإجبارهم على التعامل ضمن محددات يفرضها الاحتلال لتهدد الهوية الفلسطينية ومستقبل الأجيال القادمة وتمارس حكومة الاحتلال والتكتل اليميني المتطرف هذه الجرائم في ظل حالة الصمت الدولي والغياب الغير مسبوق في اختبار القانون الدولي وحقوق الإنسان والشرعية الدولية وقراراتها وازدواجية معايير لدى الدول التي تدعي التمسك بحل الدولتين، وتوفر الغطاء والحماية والدعم للاحتلال .
إنه على مرأى ومسمع العالم الذي يدعي الحضارة بات أكثر من مليوني فلسطيني بلا مأوى ولا مقومات حياة، ولا حقوق مدنية لهم في قطاع غزة، بعد أن ارتكبت إسرائيل أبشع جرائم التطهير العرقي، وتدمير وطنهم بالكامل لدفعهم بقوة الخراب للهجرة .
أن أكثر من 3 ملايين فلسطيني حولتهم دولة الاحتلال إلى مساجين في مدنهم وبلداتهم ومخيماتهم، وتتحكم بقدرتهم على الوصول لأعمالهم ومدارسهم ومستشفياتهم ودور عبادتهم، في أبشع أشكال أنظمة الفصل العنصري “الأبرتهايد”.
وللأسف أن حرب الإبادة في قطاع غزة أدت الى نتائج كارثية تتكشف كل يوم حيث أفاد مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة أن الحرب على غزة أدت إلى مقتل الأطفال وتجويعهم وتجمدهم بردا حتى الموت، وتيتمهم وفصلهم عن ذويهم، وأن جيلا كاملا في غزة تعرض للترويع بسبب الحرب، وأن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 17 ألف طفل منفصلون عن أسرهم في القطاع، وكثير من الأطفال فقدوا حياتهم قبل أن يتمكنوا من التنفس لأول مرة مع أمهاتهم أثناء الولادة وأن نحو 150 ألف امرأة حامل وأم بحاجة ماسة إلى خدمات صحية عاجلة في قطاع غزة .
حرب الإبادة والعدوان على قطاع غزة دمر معظم المنازل بالكامل وأصبحت غير صالحة للسكن، وأن إعادة بناء البنية التحتية والعودة للحياة الطبيعية ومعالجة الصدمة في القطاع ستستغرق سنوات، بينما نزح ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص في غزة بسبب الحرب، واضطر العديد منهم إلى العيش في ملاجئ مؤقتة، مثل تلك الموجودة في منطقة المواصي جنوب غرب قطاع غزة .
مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون بين الأنقاض التي خلفتها أشهر من القصف الإسرائيلي المكثف هم بأمس الحاجة للمساعدات المنقذة للحياة ولا بد من مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لوضع حد لهذا الجحيم الذي يلاحق من تبقى على قيد الحياة، ولا بد من التحرك لفضح تلك الانتهاكات التي ترتقي لمستوى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وبات المجتمع الدولي مطالب بالضغط الجدي على الاحتلال لرفع الظلم المفروض على الشعب الفلسطيني وتمكينه من الحياة بكرامة في أرض وطنه ودولته وأهمية الاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية وضرورة تضافر الجهود لوقف تصاعد التوتر لمنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية .
على المجتمع الدولي استمرار العمل ودعم كافة الجهود الإقليمية والدولية من اجل وقف أطلاق النار وامتداده ليشمل الضفة الغربية ولمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة والمنطقة، وضرورة البناء على تلك الجهود لوضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين، ولا بد من تعزيز السلام والعدالة وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني، وضمان تحقيق السلام الشامل والعادل لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط .