هناك ابتسامات ليست كأي ابتسامة، ابتسامات تولد من رحم المعاناة، تزهر رغم الجفاف، وتضيء رغم العتمة.
هي ابتسامات لم تمنح هباء، بل جاءت بعد صبر طويل، بعد حروب خاضها القلب بصمت، بعد جراح ظن صاحبها أنها لن تلتئم، فإذا بها تصبح تاجا من نور يضيء الوجه ويروي الروح.
إذا حفظ الله ابتسامتك، فقد حفظ أملك وقوة قلبك وطمأنينة روحك من تقلبات الأيام ومرارة التجارب.
كم هو جميل أن تكون ابتسامتك شهادة على إيمانك بأن الخير قادم لا محالة، وأن في رحم الغيب رحمة لم تكشف بعد، وأن خلف كل باب مغلق أبوابا أخرى تنتظر أن تفتح، مليئة بالعطايا والنعم التي لا تحصى.
لا تسمح لأحد أن يطفئها، لا تترك جحود البشر يعكر صفوها، لا تهبها لمن لا يقدرها.
أبتسم لأنك تستحق السعادة، لأن الحياة مهما ضاقت ستتسع ذات يوم، ولأن من وهبك الابتسامة قادر على حفظها من الانكسار، وجعلها شاهدا على انتصارك في كل معركة خضتها.
ليحفظ الله ابتسامتك، نقية، مضيئة، شاهدة على صبرك، ودليلا على أنك مهما اشتدت العواصف ستظل واقفا، مبتسما، واثقا بأن ما عند الله هو الأجمل والأبقى