كتبت – ماجدة عبد العظيم
أوبئة كثيرة تعرض لها العالم، منها الطاعون والتيفود وأنواع أخرى، ولكن تعد الإنفلونزا الإسبانية الأشرس، حيث إنها عرفت بأنها أكثر الأوبئة الدموية في التاريخ، وخلال هذا التقرير نتعرف أكثر عنها، وفقا لموقع “livescience“.
في عام 1918 تسببت سلالة من الإنفلونزا المعروفة باسم الإنفلونزا الإسبانية في حدوث وباء عالمي، وانتشرت بسرعة وقتلت أعدادا كبيرة من الأشخاص، حيث أصيب كل من الشباب والكبار والمرضى والأشخاص الأصحاء بالعدوى، وتوفى ما لا يقل عن 10٪ من المرضى.
وتختلف التقديرات حول العدد الدقيق للوفيات التي سببها المرض، ولكن يُعتقد أنها أصابت ثلث سكان العالم وقتلت ما لا يقل عن 50 مليون شخص، مما يجعلها أكثر الأوبئة فتكًا في التاريخ الحديث، وعلى الرغم من أنها اكتسبت في ذلك الوقت لقب “الإنفلونزا الإسبانية” إلا أنه من غير المحتمل أن يكون الفيروس قد نشأ في إسبانيا.
فبدأ تفشى المرض في عام 1918 خلال الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الأولى، ويعتقد المؤرخون أن الحرب أو الصراع له دور في انتشار الفيروس.
فأصيب الجنود الذين يعيشون في ظروف ضيقة وبيئة غير نظيفة، ورطبة بالمرض، وكان هذا نتيجة لضعف جهاز المناعة الناتج عن سوء التغذية، وانتشرت بين الرتب العليا في غضون ثلاثة أيام من المرض، وخلال صيف عام 1918، عندما بدأت القوات في العودة إلى ديارهم في إجازة، أحضروا معهم الفيروس غير المكتشف الذي جعلهم مرضى، وانتشر الفيروس عبر المدن والبلدات والقرى في البلدان الأصلية للجنود، ولم يتعاف الكثير من المصابين بسرعة، فهذا الفيروس كان صعبا على الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة وذووا صحة جيدة.
وأفادت ناشيونال جيوغرافيك أنه في عام 2014 أشارت نظرية جديدة حول أصول الفيروس إلى أنها ظهرت لأول مرة في الصين، وربطت السجلات غير المكتشفة سابقًا الإنفلونزا بنقل العمال الصينيين عبر كندا فى عامى 1917 و1918، وكان العمال في الغالب مزارعين من مناطق نائية في الريف الصيني، ووفقًا لكتاب مارك همفريز “الطاعون الأخير” فإنهم أمضوا ستة أيام في حاويات القطارات المغلقة أثناء نقلهم عبر البلاد قبل الانتقال إلى فرنسا، وهناك طُلب منهم حفر الخنادق وتفريغ القطارات ووضع المسارات وبناء الطرق وإصلاح الدبابات التالفة، وتم تعبئة أكثر من 90.000 عامل إلى الجبهة الغربية.
ويوضح همفريز أنه في عدد 25000 عامل صيني في عام 1918 أنهى حوالى 3000 رحلتهم الكندية في الحجر الصحي، في ذلك الوقت، بسبب الصور النمطية العنصرية، تم إلقاء اللوم على مرضهم “الكسل الصيني” ولم يأخذ الأطباء الكنديون أعراض العمال على محمل الجد، وبحلول الوقت الذي وصل فيه العمال إلى شمال فرنسا فى أوائل عام 1918، كان العديد منهم مريضًا، ومات المئات.
لماذا سميت بالإنفلونزا الإسبانية؟
وكانت إسبانيا واحدة من أقدم البلدان التى تم فيها تحديد الوباء، لكن المؤرخين يعتقدون أن هذا ربما كان نتيجة للرقابة في زمن الحرب، كانت دولة محايدة خلال الحرب ولم تفرض رقابة صارمة على صحافتها، والتى يمكنها بالتالي نشر الروايات المبكرة للمرض بحرية، ولهذا السبب سميت بالإنفلونزا الإسبانية.
ما هى طرق علاج الإنفلونزا الإسبانية؟
كان الأطباء فى حيرة بشأن ما ينصحون به المرضى، ولكنهم حثوا العديد من الأطباء الناس على تجنب الأماكن المزدحمة واقترح آخرون علاجات شملت تناول القرفة، وشرب النبيذ أو حتى شرب شوربة اللحم، كما طلب الأطباء من الناس ألا يحشروا أفواههم وأنوفهم في الأماكن العامة، في مرحلة ما تم إلقاء اللوم على استخدام الأسبرين في التسبب في الوباء، في حين أنه ربما ساعد بالفعل المصابين في الشفاء.
كم عدد من توفى بسبب وباء الإنفلونزا الإسبانية؟
بحلول ربيع عام 1919 كانت أعداد الوفيات بسبب الإنفلونزا الإسبانية في تناقص، وقد تركت البلدان مدمرة فى أعقاب تفشي المرض، حيث لم يتمكن المهنيون الطبيون من وقف انتشار المرض، ويشرح كتاب نانسي بريستو “الجائحة الأمريكية: عوالم وباء الأنفلونزا المفقودة لعام 1918” أن الفيروس أصاب ما يصل إلى 500 مليون شخص حول العالم، وكان هذا يمثل ثلث سكان العالم، أي توفى ما يصل إلى 50 مليون شخص من الفيروس، على الرغم من أن الرقم الحقيقي يعتقد أنه أعلى.