ان للصيام دوراً في تقليل نسبة الإصابة بالكورونا، فقد أظهرت دراسة حديثة عن علاقة وثيقة بين الصوم وتقوية جهاز المناعة الخاص بالإنسان. الصيام لعدة أيام متتالية يساعد على تقوية مناعة الجسم عبر إفراز بروتينات وخلايا مناعية جديدة في الدم. تساعد هذه البروتينات والخلايا على تعزيز وظائف جهاز المناعة لناحية مكافحة العدوى وتطهير الجسم من الفيروسات والبكتيريا ومقاومة الالتهابات، وتعزيز وظائف الدماغ، والمساهمة في خفض مستويات الكولسترول في الجسم، والحفاظ على صحة القلب إضافة إلى علاج المشاكل المتعلقة بالجهاز الهضمي، والمحافظة على مستويات السكر في الدم وتعزيز صحة ومناعة الجلد.
يشجع الصيام المخ على زيادة البروتين BDNF التي تصل زيادته أثناء الصيام إلى 400 % ويؤدي إلى إنتاج خلايا جديدة وتوصيل عصبي أكثر مما يؤدي إلى تقليل الجلطات وزيادة السيروتونين وتحسين الذاكرة وزيادة نشاط المخ.
يعد حجم وعدد الوجبات من الجوانب الأساسية للتغذية التي يمكن أن يكون لها تأثيرات عميقة على صحة الإنسان وذاكرته. يرتبط الإفراط في استهلاك الطاقة بزيادة حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري وبعض أنواع السرطان وهو سبب رئيسي للإعاقة والموت في البلدان الصناعية. من ناحية أخرى، فإن تأثير عدد الوجبات على صحة الإنسان وطول العمر غير واضح. يمكن لكل من يقلل السعرات الحرارية (CR) ويقلل الوجبات والصوم المتقطع الدور للحد من تطور الأمراض المختلفة ويمكن أن يزيد من العمر الافتراضي في حيوانات التجارب من خلال آليات تنطوي على تقليل الأكسدة وزيادة مقاومة الإجهاد. يبدو أن العديد من الآثار المفيدة للـ CR والصيام يتوسطها الجهاز العصبي. على سبيل المثال، يؤدي الصيام المتقطع إلى زيادة إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق في الدماغ (BDNF)، مما يزيد من مقاومة الخلايا العصبية في المخ لخلل وظيفي وانخفاض في الاضطرابات التنكسية العصبية في حيوانات التجارب؛ وقد تحدث إشارات BDNF أيضًا نتيجة للتأثيرات المفيدة للصيام المتقطع على تنظيم الجلوكوز ووظيفة القلب والأوعية الدموية. وقد يؤدي فهم أفضل للآليات الحيوية العصبية التي تؤثر على حجم الوجبة وتواترها على صحة الإنسان إلى نهوج جديدة للوقاية من الأمراض وعلاجها.
لذلك أهمية تقوية الجهاز المناعي أيضاً من خلال اتباع نظام غذائي صحي، خاصةً تناول المأكولات الغنية بالفيتامين “سي” كالليمون وممارسة الرياضة كرياضة المشي يومياً لمدة نصف ساعة، والنوم المتواصل والجيد لمدة لا تقل عن سبع ساعات، والتخفيف من التوتر، خاصةً أنّ جهاز المناعة يحمي خلايا الجسم وأعضاءه من أيّة فيروسات. وبالتالي، عند توتر الفرد، يفرز الجسم كميات كبيرة من هرمون “كورتيزول” الذي يعمل على تحضير الجسم لخطر ما، كالتحضير للهروب أو القتال. وفي هذه الحالة، يعطي الدماغ إشارات بتقليل عمل الأجهزة الأخرى في الجسم، ومن بينها جهاز المناعة.
يجب تجنّب التدخين لأنّ النيكوتين يعمل على إرهاق جهاز المناعة، إذ يدخل الدخان الذي ينتج عبر النيكوتين إلى الرئتين، ما يسبب أعراضاً جانبية تجعل جهاز المناعة يتفاعل معها، وعندها تتوقف عمل الأغشية المخاطية في القصبات الهوائية، وبالتالي، يمكن للبكتيريا والفيروسات العبور دون حماية عبرها ويصبح الجسم عرضة أكثر للعدوى.