حل علينا شهر رمضان بأيامه المباركة المليئة بالخير والبركات لكن على خلاف ما اعتادنا من مساجد ممتلئة بالمصليين لأداء الصلوات خاصة صلاة العشاء والتراويح والفجر نحرم هذا العام من روحانيات الشهر الكريم بسبب فيروس كورونا اللعين الذى جعل دور العبادة تغلق أبوابها فى وجوهنا فيشعرنا الأمر بمرارة ما بعدها مرارة .
فى رمضان ينطلق القرآن من كل المساجد فتسرى فى نفوسنا حالة من الطمأنينة تجعلنا نستأنس أيام الشهر الكريم ..نسمع أصوات المصليين وهم يرددون آمين فتنطلق قلوبنا وألسنتنا بالدعاء بالصلاح والهدايا لأنفسنا ولأحبتنا فماذا علينا فى هذه الأيام العجاف ؟.
فكرت كثيرا وكثيرا فلم أجد حلا إلا فى إذاعة القرآن الكريم التى كانت تنقل لنا بثا مباشرا للصلاة من أشهر المساجد فى القاهرة وجميع المحافظات وقبلها تواشيح دينية قادرة على أن تضفى على نفوسنا حالة من البهجة .
منذ أيام احتفلت إذاعة القرآن الكريم بعيد ميلادها السادس والخمسين بعد انطلاقها فى التاسع والعشرين من مارس عام 1964 لتذيع لنا القرآن المرتل بصوت مشاهير القراء أمثال محمد رفعت ومحمد صديق المنشاوى وعبد الباسط عبد الصمد وخليل الحصرى وبعد ذلك تم إضافة بعض البرامج الدينية وطيلة تلك السنوات ظلت هذه الإذاعة هى الأقرب إلى جموع المسلمين وها قد حان دورها لتواصل رسالتها فى هذه الأيام المباركة .
ومن هنا أرسل مناشدتى للقائمين على إذاعة القرآن الكريم بإعداد خريطة برامجية خلال الشهر الكريم تتضمن إذاعة تسجيلات للصلوات التى سنفتقد أدائها فى المساجد خاصة العشاء والتراويح على أن يصدر قرار من الأوقاف بتشغيلها عبر ميكروفونات المساجد حتى لا نفقد روحانيات رمضان ..الأوضاع تفرض علينا البقاء فى منازلنا فاجعلوا القرآن الكريم بصوت مشاهير قراءه يطرب أذننا ويثلج قلوبنا ونحن جالسون فى منازلنا دعونا نسمع الابتهالات والتواشيح اجعلوا أصوات الصلاة تخرج من المساجد حتى يزيح الله عنا هذا الكرب ونعود إليها ورمضان كريم علينا جميعا .