من فضل الله (عز وجل) على عباده ورحمته بهم أن رفع عنهم المشقة والحرج ، وأجرى لهم من الأجر والثواب ما اعتادوا عليه أو نووه وتعلقت قلوبهم به من العمل الصالح إذا حبسهم العذر ، يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) : ” إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ثواب ما كان يعمل صحيحا مقيما ” ، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ” من هم بحسنة ولم يفعلها كتبت له حسنة ” .
وعندما جاء بعض فقراء الصحابة إلى سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليحملهم معه يوم تبوك قال لهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ” لا أجد ما أحملكم عليه ” ، فانصرفوا وأعينهم تفيض من الدمع لعدم تمكنهم من الخروج مع سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فنزل قول الله (عز وجل) : ” لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ*وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ) ، وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول لأصحابه (رضوان الله عليهم) : ” إنَّ أَقْوَامًَا خلْفَنَا بالمدِينةِ مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلاَ وَادِيًا إِلاَّ وَهُمْ مَعَنَا، حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ ” .
وعليه ، فكل من حبسه العذر عن طاعة من جمعة أو جماعة أو صلاة تراويح أو اعتكاف ، فأداها على الوجه المتيسر كتب له كامل ثواب ما حبسه عنه العذر .