الأنين.
هو..
تلك الحكايا الموجوعة في الصدور..
التي لا تستطيع أن تعبر عنها الكلمات..
ولا تحتملها السطور..
فتبقى تعلن الثورة كلما أعلنوا خبر موتك..
فقط..
لتقول لهم أنك ما زلت على قيد الحياة..
عذرا..
النسيان..
الحنين..
………
هو العدو الوحيد الذي يسكنك برغبتك..
ودون مقاومة..
والأغرب أنك تستعذب وقع ضجيجه في داخلك مهما علا صوته..
فتسامحه رغم خرقه لقاعدة ألا يرفع الرجل صوته في بيت ليس له دون إذن صاحبه..
الظن..
……..
أن تغرق كليا في لجة محيطها…!!!!
أن أحدهم ينتظرك..
يكتفي بك..
يفتقدك..
يحبك..
يشتاقك..
يعشقك..
يهيم بك..
ثم تجدها مجرد كلمات على ورق عصفه خريف الغدر..
وتكتشف أنك كنت غارقا في لجة الظن..
و..
إن بعض الظن إثم..
ولكن..
بعد فوات الأوان..
اليقين..
………..
أن تنتظر مولد الصبح على أعتاب عينين..
ثم تكتشف أنك كنت تعيش حلما ورديا لا مكان له في أرض الواقع..
لم يولد..
ولن يولد..
وأن ما حان موعده الطويل..
ظلمة حالكة..
الموت..
………
أن تضع في كفي أحدهم زهرة تعيد إلى جدث روحه الحياة..
ثم تفاجأ أنه غرس شوكا في كفيك..
ليعيدك إلى ذات الجدث..
حيث أن سعادته لم تكن بوجودك..
بل على حساب موتك عبر..
وعليك أن تدفع تكاليف عبوره إلى غيرك..
الوجع..
………
هو ذلك الصديق المخلص الذي يطعن صدرك كلما احتجت يدا حانية تربت على كتفك..
وأنت لا تبالي..
ثم تقوم متكئا على ساعديه كلما أحوجك النهوض..
الابتسامة..
……….
هي تلك المفقودة منذ أربعين خريفا..
وأنت توزع صورتها وملامحها على قوافل العابرين لعل أحدهم يعيدها إليك ذات يوم..
ثم تكتشف ألا أحد منهم رآها..
والغريب..
أنهم ينكرون قرابتها لك..
وصلتك بها..
الدمعة..
……….
هي أقرب رد فعل لوخزة حنين في يسار صدرك..
وأكثر من يسارع بالرحيل من ميناء عينيك..
ورغم ذلك..
صابئتان هما..
لا تعلنان خلوهما أبدا..
بل وتحتضنان مسافر الأمس الذي لا مرفأ له غيرهما..
الوطن..
………
هو ذلك الميت..
الذي صلى عليه مواطنوه الجنازة..
وودعوه إلى مثواه الأخير..
وكتبوا على قبره لافته..
هنا يرقد وطن خان يوما مواطنيه..
ولست أعرف كيف تخون الأوطان..
ولكنهم أخبروني أن ذلك الوطن نفى أهله..
فقط..
لأنهم كانوا أوفياء..
الخيانة..
………..
أن تسكن أحدهم في ضلوعك بلا ثمن..
ثم يبيعك على قارعة انتظار..
ليجرب فكرة..
أن كل متاع يباع..
وفقط..
الحزن..
……….
هو ذلك الذي يطيل البقاء على أرضك..
وتظل تحسن ضيافته..
لا لأنك ولدت كريما جوادا طائي العطاء..
لكن لأنه لا يدق بابك غيره..
الظلام..
……….
تلك البقعة الفارغة التي خلفها رحيل أحدهم في أضلاعك..
بينما كنت توقد له قنديلا في أطراف أصابعك..
يااااه..
كم تكاثر بداخلنا الظلام..
الخيبة..
………..
أن تجعل من شخص ما..
كل عالمك..
وتقنع روحك بأن القناعة كنز لا يفنى..
فتكف عمن سواه..
ثم تكتشف..
أنه أسقطك من حساباته؟!..
لا..
أنك لم تكن في حساباته يوما..
الخسارة..
…………..
أن تشتري أحدهم بروحك..
ثم يمر عليك ذات يوم..
ولا تستوقفه ملامحك..
وكأنما فقد شخصه القديم..
وروحه القديمة..
وكل ذاكرته بما فيها أنت..
الخذلان..
………….
أن تنفق روحك صلاة قربى لعودة غائب..
كانت آخر دعواته..
ألا يلتقيك أبدا..
سامحوني..
جبرا..
سقط القلم..
بقلمي العابث..