خلال أيام سيبدأ موعدنا مثل كل عام مع جريمة حرق قش الأرز وذلك في المحافظات المنتجة ومنها الشرقية والدقهلية والغربية والبحيرة ودمياط وغيرهم وسوف تنطلق في سماء هذه المحافظات السحب السوداء وتستمر لفترات طويلة ينتج عنها ثانى أكسيد الكربون وغاز الميثان وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وغيرها من الغازات السامة التي تسبب سرطان الرئة وتؤثر على مرضى الربو وأمراض الجهاز التنفسى بالإضافة إلى مرضى القلب والأوعية الدموية، ويصيب الأطفال بمختلف أمراض الجهاز التنفسى، وتصل التأثيرات من الأم الحامل للجنين مما يؤدي إلى حدوث بعض التشوهات.
ولابد من كافة الأجهزة المعنية ومنها وزارات البيئة والزراعة والصحة والتعليم والداخلية والإعلام والتنمية المحلية ومؤسسات المجتمع المدني وكل من له شأن بمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة والمميتة التي تتكرر كل عام وتصيب ملايين المواطنين من كافة الأعمار بالأمراض الخطيرة نتيجة استنشاقهم هذه الأدخنة المتصاعدة ليل نهار من حرق قش الأرز حيث يجب توفير التمويل اللازم لشرائه من المزارعين باثمان تشجع الفلاح علي بيعه دون حرقه مع تسهيل عمليات النقل والسداد فورا وعقد الندوات والحوارات مع المزارع من خلال الجمعيات الزراعية لتوضيح خطورة هذه الأدخنة المنبعثة والتي سوف تصيبه هو وأسرته قبل مجتمعه بالأمراض القاتلة.
كما يجب تسهيل الإجراءات وطرح المميزات الكبيرة أمام رجال الأعمال لجذبهم للاستثمار في إنشاء مصانع لتدوير قش الأرز للاستفادة منه وتحويله الي علف حيواني او انتاج الورق بدلا من حرقه خاصة في هذه المحافظات المنتجة للأرز بكثافة وضرورة إجراء حوار مجتمعي في كافة وسائل الإعلام لبيان خطورة ظاهرة حرق قش الأرز علي صحة المواطنين والأجيال القادمة وتجريمها وإصدار التشريعات التي تغلظ العقوبات علي من يرتكب هذه الجريمة الخطيرة والتي تدمر صحة أجيال ومستقبل بلد.