شمسنا نجم شاب ..عمره 4,5 مليار سنة ولا يزال أمامه حوالي 4,5 مليار سنة أخرى قبل ان يموت. وإذا كان الموت، أو الفناء، قدرًا محتومًا على كل الموجودات، بما فيها النجوم. فماذا سيحدث للنظام الشمسي بعد موت نجمه؟؟
المشكلة تبدأ قبل موت الشمس، أي عندما تصل لمرحلة الشيخوخة. وكما نعلم، فالشمس مفاعل نووي اندماجي هائل، ومع استمرار اندماج الهيدروجين داخلها، يتراكم ناتج هذا التفاعل، وهو الهليوم وغيره من العناصر الأثقل، في القلب منه.
بمرور الزمن، تصبح الشمس أكثر سطوعًا. وخلال بضع مئات من ملايين السنين، ستصبح الأرض شديدة الحرارة فلا يمكننا العيش عليها.
سيتبدد الغلاف الجوي للأرض. وتتبخر المحيطات. وسنبدو مثل كوكب الزهرة، محبوسين في جو خانق من ثاني أكسيد الكربون. ثم يزداد الأمر سوءً.
في المراحل الأخيرة من اندماج الهيدروجين، تتضخم شمسنا وتتضخم، وتتحول إلى نجم “عملاق أحمر” يلتهم كوكبي عطارد والزهرة. ربما تنجو الأرض أو لا تنجو، وذلك يتوقف على حجم الشمس بالضبط. إذا وصل غلافها الخارجي إلى كوكبنا، فسوف تنصهر الأرض في أقل من يوم.
الكواكب الخارجية للمجموعة الشمسية ستتأثر أيضًا. حلقات زحل مكونة من جليد مائي نقي تقريبًا، وستكون شمس المستقبل حارة جدًا فلا يمكن لهذه الكواكب البقاء. الكواكب والأقمار المكسوة بالجليد والتي تدور حول الكواكب العملاقة ستفقد دروعها الجليدية.
سيؤدي الإشعاع المتزايد إلى تدمير الكواكب الخارجية الأربعة، وتجريدها من غلافها الجوي، وهو هش تمامًا مثل الغلاف الجوي للأرض.
حتى هنا، لم تصل الشمس بعد إلى مراحلها الأخيرة، سوف تنتفخ وتنكمش بشكل متكرر، وتنبض لملايين السنين. هذا الوضع سينتج عنه اضطراب الجاذبية. ستدفع الشمس المشوشة الكواكب الخارجية وتسحبها في اتجاهات غريبة، وهذا يؤدي لجذب الكواكب إلى حضن مدمر أو طردها من النظام الشمسي.
ولبضع مئات الملايين من السنين، ستصبح الكواكب الخارجية من نظامنا الشمسي مكانًا صالحًا للحياة يمكن أن ننتقل إليه نحن البشر.
وكما سبق، ففي البداية سيذوب جليد أقمار الكواكب الخارجية، وربما تتكون محيطات مائية سائلة على أسطحها. ستفقد الكويكبات، بما في ذلك بلوتو، جليدها. وربما يتحول أكبرها إلى أرض صغيرة تدور حول شمس حمراء بعيدة ومشوهة.
في النهاية، يتبدد الغلاف الخارجي للشمس في سلسلة من الانفجارات التي تترك وراءها قلب النجم في صورة “قزم أبيض” ساخن بشكل مذهل، يطلق أشعة سينية يمكن أن تلحق أضرارًا جسيمة بالحياة التي نعرفها. ولكن خلال مليار سنة تقريبًا، يستقر القزم الأبيض في درجات حرارة شبه ثابتة ويستمر على ذلك لتريليونات السنين.
قد يوجد حول القزم الأبيض الخافت منطقة جديدة صالحة للحياة، ولكن لأنه شديد البرودة، فستكون تلك المنطقة قريبة جدًا منه. ويمكن لجاذبية هذا القزم الأبيض أن تمزق أي كوكب في تلك المنطقة إلى أشلاء.