سألوني باستغراب هذه المرة لماذا الحملة على القران الكريم والهجوم على القراءات الان في وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات الغربية والمتغربة ؟
قلت الهجوم على القران ليس بجديد وقد بدأ منذ بدأت انوار الوحي تشرق على الدنيا ولا يزال الهجوم مستمرا ولم تتعظ اي فئة باغية ولم تدرس اسباب فشلها وفشل من سبقها وان كل الحملات مهما بلغت ضراوتها تنتهي الى مجرد سراب مهما احدثت من جلبة واثارت من فقاعات.
وما يحدث جانب حقيقي من جوانب الصراع على مرافئ الحياة ومعارك الوجود والمواجهة المحتدمة بين الحق والباطل بين الخير والشر بين قوى الظلام والاظلام ومصادر الضياء ومشارق الانوار.
والقوم على ضعف حججهم وهزالها الفج الا انهم يبرعون في تطوير الادوات واستحداث الات المواجهة المستمرة والمحتدمة دائما فتجد ادواتهم واساليبهم متغيرة مع كل عصر وتبحث عن كل جديد في وسائل واليات الاختراق والسيطرة وعمليات التمويه والخداع والعبث بالعقول قبل احتلال الارض وممارسة شتى صنوف القهر وربما اللجوء الى اساليب وسياسات الارض المحروقة والابادة الجماعية حتى في ظل رفع رايات عن حقوق الانسان وعقوقه.
وما يراه البعض الان على بعض الفضائيات والمواقع اياها من اجترار لافكار المستشرقين والمتغربين والمستغربين ما هو الا موجة جديدة ومحاولة ليست يائسة لاحياء حروب ومواجهات باءت بالفشل الذريع ولم تؤت ثمارها واصيب كثير من اصحابها بالخيبة ولحقهم الكثير من العار والشنار.
واذا كان العدو الحقيقي قد توارى خزيا فانه لم يعدم ان يجد له اذنابا تتمتع بقدر وافر من البجاحة والوقاحة وتفتقد كل مقومات الغيرة على دين الله والوطن فتصول وتجول وتتطاول كما يريد لها الاسياد الذين يتحكمون في خيوط تحريك العرائس على المسرح.
الموجات المتواصلة على سفن ومراكب المستشرقين تؤكد ان هناك مخلصين لوصايا لويس التاسع الذي اقسم بغليظ الايمان على ان يضع نهاية للحروب العسكرية المباشرة على العالم الاسلامي ..وذلك بعد الهزيمة النكراء التى تعرض لها على ايدي المصريين في المنصورة ووقع في الاسر وعدد كبير من جنوده وسجن في دار ابن لقمان الشهيرة بالمنصورة..
الهزيمة والخلوة في الاسر اجبرته على التفكير فيما يحدث وفي خطط المستقبل وليس التراجع عن العدوان على المسلمين ولكن في وضع خطة جديدة مغايرة تكون اكثر امانا وتحقيقا للاهداف اياها من الحروب والحملات الصليبية اياها.
ادرك لويس جيدا قوة الدين الاسلامي واهمية العقيدة بالنسبة للمسلمين والركائز الاساسية لتلك العقيدة التى تحول دون ان يخترقهم احد وتضمن للمسلمين الصمود دائما في وجه اي قوة مهما كانت غاشمة ومهما كان قائدها حتى ولو كانوا رجال دين ومعهم وامامهم ملوك اوروبا وكل قادتها العسكريين دون نظر للقوة الحقيقية للمسلمين من عدة وعتاد حربي.
نجح لويس التاسع بالفعل في استقراء خريطة القوة الايمانية عند المسلمين ومكامنها الحقيقية وصاغ في خلوته وصيته الشهيرة التى لا تزال محفوظة في دار الوثائق والمحفوظات القومية في باريس وشكلت خريطة الطريق لكثير من الحركات والتحركات الغربية ضد المسلمين ولا تزال بنودها تتفاعل وتتفاعل بشدة.
وكان المستشرقون هم القوة الضاربة في تنفيذ المخطط الجهنمي وكان لابد من خلق كتائب خاصة لتبني افكارهم المسمومة ضد القران الكريم اولا وضد نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم لانهما الركيزة الاساسية وصمام الامن والامان الحقيقي لكل مسلم والدولة الاسلامية قبل كل شيء.
لذلك تم تجنيد عدد كبير من المستشرقين والمبشرين في المعركة لمحاربة تعاليم الاسلام ووقف انتشاره ثم القضاء عليه معنوياً واعتبار هؤلاء المبشرين جنودا للغرب.
اركان وصية لويس الستة في مقدمتها زعزعة الفكر لدى المسلمين والتشكيك في القران والسنة ضمانا لاشاعة الفرقة والاختلاف ليس فقط بين القادة ولكن بين الشعوب ايضا.تبعها تبني مناهج اشاعة الفساد والافساد في المجتمع ونشطت عمليات التشجيع على الرشوة لخلق حالة لامتناهية من الفساد المحموم في كل قطاعات الحياة وغرق الكثيرون في بحور من الرشاوى المالية والجنسية وغيرها
من اهم واخطر البنود الصريحة للوصية:الحيلولة دون قيام جيش قوي مؤمن بحق وطنه عليه ويضحِّي في سبيل مبادئه.ولعل ما يجري على الساحة فيه تصديق كبير لذلك.
وكذلك العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية والعمل على قيام دولة غريبة في المنطقة العربية تمتد لتصل إلى الغرب.علينا الانتباه الى ان الوصية كتبت في العام 1250ميلادية حتى قبل ان تظهر الحركة الصهيونية الحديثة وتتبلور لعبة وافكار الوطن القومي لليهود!
لفت انتباهي في الحملة الحالية على القران التركيز على علم القراءات ونبرة الهجوم العالية في هذا الجانب تحديدا.وهي نقطة اثارها المستشرقون ولعبوا على اوتارها قديما وخاصة كبيرهم المستشرق اليهودي جولد تسهيروالذي سجلت له محاولات يائسة في الطعن على تاريخ القرآن من خلال القراءات القرآنية المتواترة
حاول جولدتسيهر بخبث ومكر شديدين أن يثبت أنّ القراءات كانت تفسيراً للقرآن لا محاولةً لقراءته فحسب والنتيجة تلقائياً تعود إلى النص القرآني نفسه إذ سيغدو نصاً غير ملزم بصيغته إلى الحد المتصوّر ومعنى ذلك وجود حرية فردية تفسح المجال لتعديله.
بالله عليكم اليست هذه النتيجة هي ما يلح ويركز عليها العلمانيون وغيرهم ومن يطالبون باللعب في ايات القران الكريم وتغييرها بل وحتى حذفها!ارايتم من اين جاءت الفكرة ومن كان مصدرها.لابد من الاشارة للتذكرة بان جولد تسهير لا يعترف بالقران اساسا كنص مقدس لذلك فلاعجب ان يقول بكل جرأة وبجاحة ان القرآن الكريم هو الأكثر اضطرابا من بين الكتب المقدسة الأخرى في مخالفة واضحة وصريحة لاي منهج علمي يزعم هو وزبانيته انهم يتبعونه ويوهمون المغفلين من المنتسبين للمسلمين بانهم يتمسكون به.
السؤال الان لماذا يتذكرون الان علم القراءات ويحاول اللاعبون المعاصرون اجترار ما لاكه المستشرقون وقد اشبع بحثا وردا وتفنيدا من قبل العلماء والمكتبة الاسلامية زاخرة بالعشرات بل بالمئات من المؤلفات ورسائل الماجستير والدكتوراة ردا على مزاعم وشبهات وترهات المستشرقين ومن شايعهم؟
الجواب: هناك حقيقة لا يجب ان نغفل عنها وهي ان القوم جادون في متابعة وتنفيذ اهدافهم ومخططاتهم ولا شيء عندهم متروك للصدفة او لتداعيات الاحداث لذا عندما يستهدفون شيئا ما عليك الا ان تتحسس تلك المواضع وتطلق صافرات الانذار وكشافات الرؤية فوق البنفسجية وتحتها.
نعم هناك حركة مد قرآني وكبيرة جدا في المجتمع بعضها عفوي والاخر على اسس علمية سليمة فقد بدأت الكليات القرانية تلقي بظلالها الوارفة على المجتمع ولدينا الان خريجون يحملون القراءات العالية ويجيدون القران بالقراءات الصغرى والكبرى وشاعت بين الحافظين والمحفظين ثقافة السند الشرعي للقراء ووتعجب للمنافسة بين حاملي السند والمفاخرة بالمسافة بينه وبين الراوي الاصلي ارتقاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم ولدى الاوقاف عشرات من الائمة القراء بالعشر بعد ان كنا نشكو طويلا من سوء حفظ بعض الائمة.
اعتقد انهم انتبهوا واضاءت لديهم قرون الاستشعار ان القران الكريم يعود سيرته الاولى فلابد من المواجهة قبل ان تتحول الى امة قرانية فيصعب اختراقها او ممارسة سياسات الاستعمار والاستحمار عليها.
فهل ننتبه الى ابواق الفتنة والضلال ومن يتوهمون انهم يمكنهم ان يطفئوا نور الله بافواههم وعمالتهم وخيانتهم لله ورسوله واوطانهم ايضا؟!
والله المستعان .
Megahedkh@hotmail.com