لقد تضمن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى احتفالية مبادرة حياة كريمة لرفع مستوى معيشة أبناء الريف المصرى التى أقيمت باستاد القاهرة كلمات وابتسامات أثلجت صدور الشعب المصرى ومحت المخاوف من القلوب وأزاحت الهموم وكثرة الفكر فى العقول وطمأنت البال، الذى انشغل طوال الفترة الماضية والحالية بشأن موضوع بناء سد النهضة الإثيوبى وبدء عمليات ملئه بالمياه والذى بلا شك سوف يكون له تأثيرات سلبية على دولتى مصر والسودان بإنقاص حصصهم المقررة من مياه نهر النيل حسب الاتفاقات الدولية المبرمة منذ عقود طويلة و تعنت الجانب الإثيوبى فى المفاوضات وضربه بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية التى تنظم حصص المياه بين الدول الثلاثة.
حيث من الكلمات التى أطلقها الرئيس فى نهاية خطابه وأزال القلق والتوتر من النفوس بشأن مشكلة سد النهضة هى أن أمن مصر القومى خط أحمر لا يمكن اجتيازه شاء من شاء وأبى من أبى، مشددا على أن ممارسة الحكمة والجنوح إلى السلم لا يعنى السماح بالمساس بأمن الوطن، وأن لدينا خيارات متعددة فى الحفاظ على أمننا القومى نقيِّمها طبقًا للموقف والظروف وإن ممارسة الحكمة والجنوح للسلم لا يعنيان التهاون فى حق الوطن، وأن مصر أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا وأننا نتعامل مع كل قضايانا بتخطيط عميق، واحنا كمصريين لا يليق بنا أن نقلق وقبل ما تحصل حاجة لمصر يبقى لازم أنا والجيش نروح الأول عشان يحصل لها حاجة واختتم كلماته بقوله أقول لكم عيشوا حياتكم وبلاش هرى.
وبعد هذه الكلمات والتصريحات علينا جميعا أن نثق أولا فى الله وأنه سوف يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه كما حفظها ورعاها على مر التاريخ من كل معتدى أثيم، وأن نثق ثانيا فى قدرة القيادة السياسية على إدارة هذه الأزمة بحكمة واقتدار والخروج منها بسلام إن شاء الله، رغم المؤامرات التى تحيط بمصر لهدم كل ما أنجز فيها خلال السبع سنوات الماضية، وألاعيب السياسة القذرة التى تنتهجها بعض الأطراف لتحقيق مصالحهم الخاصة.