..والخواجة بيجو واحد من اشهر الشخصيات الكوميدية التى قدمها الاعلام المصري في بداياته وايام ريادته.وظلت تعيش عليها معظم البرامج الترفيهية وغيرها حتى الان..الخواجة بيجو دور وشخصية وعمل فني واحد صنع نجومية وشهرة الفنان فؤاد راتب في المسلسل الاشهر ساعة لقلبك واستطاع ان يشكل ثنائيا مبهجا مع الفنان محمد احمد المصري الشهير ب ابو لمعة..
الخواجة بيجو وابو لمعة ملآ الاثير ضحكا تسمعهما في اي وقت وعلى مدار الساعة بلا ملل حتى مع تكرار اعادته. وشَكَلا ثنائياً مبهراً واستطاعا أن يحجزا لهما مكانا وسط عملاقة الكوميديا المصرية أمثال فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي ومحمد عوض وأمين الهنيدي.وكلنا لا يزال يتذكر بعض العبارات الشهيرة للخواجة بيجو ومنها [يا لخوتي. يا النافوخ بتاع الأنا..يا نور النبي]
بعد حوالى سبعين سنة تسلل الى الجماهير بيجو آخر ولكنه هذه المرة لا يعرف الضحك انه سفاح قاتل مدمر مشوه لكل جميل في الحياة. حتى اطلالته على الساحة مؤخرا ارتبطت بوقائع سيئة السمعة واخبار فضائحية وماجنة.. ظهر وكأنه زلزال مدمر لكل القيم والاخلاق..
يرجع الفضل في تعريته وكشف حقيقته الى التداعيات المثيرة لقضية فتاة التيك توك حنين حسام وما اثارته من ردود افعال وشغل للرأي العام بداية من فصلها من جامعة القاهرة حيث كانت تدرس في كلية الاثار..كان لافتا موقف النائب العام المستشار حمادة الصاوي وقرارته الحاسمة وتعامله بحزم مع القضية. كل التطورات كانت تشير وتؤكد ان الاكمة وراءها ما وراءها وان الامر ليس مجرد لعبة تقوم بها فتاة وتلهو على النت وتنشر موادا وصورا اباحية او فاضحة..البعض شعر في البداية ان هناك قسوة في التعامل مع فتاة مراهقة حديثة العهد ب “اللي بالي بالك”على راي زميلنا الحاج فاروق رحمه الله وربما تعاطف البعض معها وتحدث عن منحها فرصة او يكفيها قرصة اذن او شلوت.والبعض كان مع الشدة في مواجهة الانحراف وتشجيع الانحلال ونشر الدعارة .قرارات النيابة وتجديد الحبس ومصادرة اموال وممتلكات وغير ذلك كان يلقي بمزيد من الغموض والاثارة ايضا حول القضية وجعل الكثير يتأكد بان”القضية فيها ان”!
على ان لغز “ان” بدا يتكشف وتنفك غرائبه مع ظهور السفير الصيني في القاهرة على مسرح الاحداث في قاعة المحكمة وفي مكتب النائب العام.ظهور أسقط ورقة التوت عن الخواجة بيجو الصيني اوالهجين الفرنسي الاصل الصيني المولد والحركة..
اصل الحكاية يعود بالفعل الى بيجو الفرنسية الشهيرة في عالم السيارات..الشركة توسعت في علاقاتها سعيا وراء الربح والبحث عن اسواق جديدة وواعدة وسريعة النمو.. فدخلت في تحالفات مع العديد من شركات السيارت العالمية .باختصار شديد التحالفات قادتها الى الصين غول الاسواق والصناعة الحديث ووجدت ترحيبا فتوسعت وتمددت وتحاول ان تتمكن وبالفعل انشأت مصنعا ضخما للسيارات في مدينة ووهان منبع ومنشأ فيروس كورونا اللعين.
في اطار المنافسات الحامية المشروعة وغير المشروعة في سوق الالكترونيات والسيطرة على الفضاء الالكتروني من خلال محركات البحث والتطبيقات الحديثة لوسائل التواصل من الفيس وتويتر ويوتيوب وغيرها.الصين تعمل جاهدة على ان يكون لها ليس فقط موطأ قدم ولكن ان تزاحم كتفا بكتف وتسيطر وتستحوذ وتضرب في كل الاتجاهات وفي المليان طبعا.
في الاطار قرر بيجو فرع التكنولوجيا والاتصالات اقتحام منصات التواصل الاجتماعي بقوة وبالفعل نجح خلال العامين الاخيرين من اطلاق تطبيق التيك توك الشهير وحقق نجاحا كبيرا وشعبية.
التيك توك منصة على الإنترنت يقوم الأشخاص بتصوير أنفسهم بفيديو قصير ويضيفون إليه المؤثرات الموسيقية من أفلام عربية وأجنبية وغيرها من المواد المتوفرة عبر الإنترنت. والشركة الخاصة المسئولة عن تيك توك مقرها في بكين تبلغ قيمتها 75 مليار دولار.وتم تنزيل التطبيق أكثر من 660 مليون مرة العام الماضي ويستخدمه أكثر من500 مليون شخص شهريًا.
النجاح السريع دفع الشركة الى البحث عن مراكز تسويق لها في المناطق المهمة من العالم ووقع الاختيار على مصر لتكون مركزا لعملياتها في الشرق الاوسط وافريقيا وهنا بيت القصيد كما يقولون.
خطورة التطبيق انه يبدو في الظاهر كما لو كان فقط للتسلية واللعب على مواقع التواصل لكن ما يجهله الكثيرون انه يشكل مخاطر عديدة تشمل جمع البيانات والإستغلال الجنسي ونشر الفوضى والاباحية وزعزعة القيم والاخلاق لدى الشباب.ولعل هذا ما اثبتته وقائع الاحداث التى ضبطها الامن مؤخرا بعد قضية حنين واخواتها.
وهنا يتجلى بوضوح الفارق بين الخواجة بيجو المصري وبيجو الصيني..فالمصري كان يعمل جاهدا على امتاع روحك واسعاد قلبك وان يهبك ضحكة او يرسم على شفتيك ابتسامة او ينتزع لك فرحة بموقف كوميدى بعيدا عن الاسفاف اوالانحطاط اللاخلاقي.
خطورة الصيني انه يتسلل اليك بليل بعيدا عن الانظار يحاول السيطرة على عقلك ويسلبك كل ارادة وتستسلم له خانعا بلا رقيب او حسيب يمتلك من المغريات ما يدهش كل عقل وما لا يتصوره منطق او حساب خاصة لذوي الدخل المحدود وممن يحلمون فقط برؤية شكل الدولار او شبحه فما بالك لو تدفقت عليه الدولارات انهارا بشرط واحد ان يخلع ان يتعرى ويدعو غيره للتعري والتدفق مرتبط بمقدار الابانة اياها خاصة الفتيات ويا حبذا لو تطورت الامور الى ما هو اكثر وأبعد من وكشفت عن ساقيها واشياء اشنع وابشع.
توقفت اما تصريحات سفير الصين في مصر بلباو لي تشانج الذي يتابع القضية مع حنين وشركة بيجو وبعد زيارته للنائب العام وهي تصريحات كاشفة وفيها تاكيد وادانة للخواجة بيجو الصيني.السفير أكد على أن شركة بيجو الصينية تتفهم الجرم التي ارتكبته واحترام جميع أحكام القضاء ضدها.ونقل ان الشركة الصينية اكدت أنها تلتزم بجميع الإجراءات القانونية المصرية والعادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع المصري وأيضاً أن دورها بشكل كامل أن تقدم المنصة الخاصة بالتواصل الإجتماعي وأنها لديها علم عن طريق التحقيقات التي قامت بإجرائها النيابة العامة والأفعال التي تعتبر جرما بالقانون المصري.
الدفاع الرسمي الصينى عن الخواجة بيجو يطرح العديد من التساؤلات المهمة وحقيقة ما يجرى وما يراد..المسألة لم تعد مجرد احاديث للهو والتسلية القضية اخطر بكثير لانها تجاوزت اللعب على الكيبورد او على الشات انه صراع قوي على فرض ارادات وتغيير ثقافات وهدم قيم واعادة تشكيل وعي خاصة للشباب
والفتيات.منظومة القيم والاخلاق في خطر شديد ولم يعد الامر يحتمل السكوت اوالتراخي في مواجهة ما يحدث.العرب والمسلمون الان بين فكي الكماشة حقيقة لاخيالا هجوم عنيف من الغرب تترنح تحت اجنحته الكثير من الهيئات والمنظمات الثقافية وهجوم طاغ مباغت من الشرق يريد ان يثبت وجوده ويقول انا قوة لا يستهان بها وقادرة على اللعب والتاثير والاختراق ايضا.
الهجوم الصيني القوي والمباغت دفع هيئات غربية علمية وثقافية فضلاعن السياسية لدراسة الموقف وحساب تاثيراته اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا على اوروبا ومناطق نفوذها التقليدية في العالم وخاصة المنطقة العربية .
ترى ماذا نحن فاعلون ام لازلنا نستمرئ ركوب “التوك توك” ونندهش من مشاهد “التيك توك”؟!
والله المستعان.
Megahedkh@hotmail.com