قال..
رغم أن أحلامي ما زالت تحترف الخداع..
وتجيد الالتفاف على لحظة الميلاد..
إلا أني لا أملك إلا أن أنزع عن روحي أردية المحاولات الكثيرة التي باءت بالفشل الذريع..
، أبدل ثوب الوجوم الذي يرتدي وجهي..
وأقسم أن الأريكة الوحيدة الفارغة بجانبي..
ما زالت على قيدك مذ رحلت..
تحتضن عطر غيابك رغم كفران الغياب..
وتعانقك جسدا لا طيفا ذات لقاء..
ربما لن يكون..
ما زلت أُغرق وسوسات الخيبة التي تنهك مخيلتي في يم الانتظار..
أمزق أشرعتها حتى لا تبلغ وجهتها..
أخرق مراكبها..
وأعمد إلى إهلاك شياطينها واحدا تلو آخر..
لأرسم على شفتي ضحكة هاربة من عشرين احتراقا..
ترفض أن تسير أزقة محياي..
لا اعتصاما..
لكنه تزاحم البكاء في دروب أعيني..
وكل هذا الأنين الذي يقطن ضلوعي..
من أقصى..
إلى أقصى..
يا أنثى بنكهة القمر..
وبنت الشمس..
يا جنون القلم كلما داعب أطراف البوح..
أكاد أغفو على امتلاء الخيال بك..
وضجيجك الصامت في أعماقي يرابط باستماتة..
كفارس في غمار حرب يعلم يقينا أن جيشه فيها هو المنتصر..
وعلى المهزوم بداخلي أن يستسلم حقنا للدماء..
يؤلف ألف حوار كي يبقيني يقظا حتى الثمال الأخير..
حد الظمأ استبد بي العطش..
وأنت هناك..
خلف غيوم الحنين تختبئين..
طوعا..
وبين ضفاف عينيك تتكاثر الجداول..
ولست أدري أيكما أشد قسوة من صاحبه..
اشتياقي؟!..
ـــــــــــــــأم عنادك؟!..
وصدك وابتعادك..
وقد اعتادت يداك أن تداعب كل الأشياء..
تهدهدها..
وتدللها كطفل في المهد..
إلا روحي المعلقة على رفوف النسيان..
وقد صدأت بالتجاهل..
كمحكوم بالشنق..
في صمت يراقب زفافه إلى حبال المشنقة..
عبثا أناجيك..
وما أشد قسوة النجوى حينما توقن أن الأحاديث على قيد قربان لن يقبله من شيدت لأجله صروح المناجاة..
وهل من حيلة أخرى أقنع بها الصبر أن يصبر قليلا؟!..
هل من درب آخر لليل..
هل من سبيل أقرب للجنون مما تعثرت به خطواتي؟!..
محفوف بالمخاطر، هو معراجي إليك كل ليلة..
لأتجاوز عتبة سمائك الأولى، فالثانية..
والثالثة والتي تليها..
سدى..
أستفتح وما من مجيب سوى الصمت ورجع الصدى..
فهل تقال الروح من عثرة؟!..
أم أبقى محض بدن لاجيء يطوف عتمة الدروب..
بلا مأوى؟!..
كيف لا وقد غلقت المعابر؟!..
وها أنا أسمع صوت مناجل الجفو تبتدرني..
تحصد سنابل لهفتي..
وقد أينعت..
لتُلقى لقمة سائغة لغول الحرمان..
وربما تصنع معبرا..
ليستوطن الحزن أكثر..
وأكثر..
ألم تنتبهي؟!..
أني أموت والأحزان شاهدة..
وشوك البؤس قد أثمر..
يااااااه لك..
لا أعلم كيف تغمض عيناك هنا؟!..
وكلي في زنازين الوحدة..
يحترق..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..