كثر الحديث في الأيام الماضية عن موضوع محلل المطلقات وذلك بعد استضافة أحد برامج الفضائيات شخصًا أعلن بكل زهو أنه يعمل محللًا، وأنه تزوج 33 مرة من سيدات طلقن من أزواجهن ثلاث طلقات بقصد التحليل، وذلك من أجل إعادة الزوجات إلى أزواجهن، كما أنه للأسف هناك صفحات متخصصة على شبكات التواصل الاجتماعي للإعلان عن توفير محللين مقابل أجر.
ويعود ذلك إلى انتشار ظاهرة كثرة الطلاق في المجتمع المصري والتي وصلت العام الماضي إلى 218 ألف حالة طلاق حسب تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، ويرجع ذلك أولا إلى قلة الوعي الديني وجهل الزوجين خاصة في بداية حياتهم بمسئوليات الزواج وعصبية الزوج والظروف الاقتصادية وارتباط الزوج بأخرى باي نوع.. وغيرها من الأسباب وهي ظاهرة تهدد أمن وسلامة المجتمع ويفقده توازنه وترابطه وامانه.
وليعلم الجميع أن دار الإفتاء المصرية أكدت أن زواج المحلل؛ وهو زواج المطلقة ثلاث مرات من شخص آخر بقصد التحليل لتعود لزوجها الأول يعتبر زواجًا غير صحيح شرعًا، ولا يترتب عليه أي أثر من آثار عقد الزواج، ويحرمه الدين، ووصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث المحلل بالتيس المستعار وقال: «أَلَا أُخْبِرُكَ بالتيسِ المستعارِ؟ هو الْمُحِلُّ، فلَعَنَ اللهُ الْمُحِلَّ والْمُحَلَّلَ لَهُ» وذهب كل من المالكية والشافعية والحنابلة إلى بطلانه؛ لان هذا الزواج يفتقد نية استدامة العشرة ومرتبط بتوقيت، والأصل في عقد الزواج في الشريعة الإسلامية الديمومة والاستمرار، ونية الزواج وليس على نية المحلل، وأن الزواج أساسه السكن والمودة والرحمة وليس التحليل.
ويعود للأسف اقتناع بعض الناس بموضوع المحلل إلى الجهل بأمور دينهم، واللجوء إلى بعض من يتصفون بأنهم أنصاف المشايخ الذين يفتون في الأمور الدينية بدون علم أو تخصص ودراسة، والذي منهم من يعتلي المنابر في القرى ويفسر الآيات القرآنية والسنة النبوية عن جهل وأيضًا للأسف الشديد رسخ الفن والدراما في عدد من الأعمال الفنية مشروعية زواج المحلل.
ولعلاج ظاهرة التيوس المستعارة – كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم – فلابد من زيادة وعي الشباب من الجنسين المقبلين على الزواج بأمور الحياة الزوجية، وكيفية مواجهة وتحمل توترها والصبر على أمواجها، وعلى القائمين في الوسط الفني اتقاء الله في أعمالهم وأخذ رأي المتخصصين في الأمور الدينية عند إنتاجهم أي عمل فني يتعرض لأي مسالة دينية أو فقهية حتي لو كانت في سياق الدراما على سبيل الفكاهة، وعلى المؤسسات الدينية والاجتماعية ووسائل الإعلام كافة تكثيف البرامج التي تشرح المسائل الفقهية بأمور الدين، وخاصة ما يتعلق بالأحوال الشخصية والحياتية.