حتة مستكاوي !!
مع اني لست من محبي كرة القدم ولا حتى مشجيعيها ..
الا انني من عشاق النجم العالمي الكبير محمد صلاح ,,
فانني ادعوكم لقراءة مقال الكاتب الكبير حسن المستكاوي في الشروق ..
لعل وعسى تصيب المسئولين .. كل المسئولين بلا استثناء.. بعض ما فيه من اضاءات كاشفة .. وخاصة المتاجرين بكرة القدم والمستثمرين فيها او الجاثمين على انفاس الجماهير تعليقا وتحليلا وعربدة واشياء اخرى..
المقال بعنوان..
انه حوار بين ملك وبين أمير. بين الملك المصرى محمد صلاح، والأمير ويليام دوق كامبريدج فى حفل جائزة إيرثشوت. وقف صلاح أمام ويليام بثقة وكبرياء، واستقبل الأمير ثقة الملك بإعجاب وتواضع. وقدم صلاح الجائزة للفريق الفائز كورال فيتا، وهما اثنان من جزر الباهاما، ابتكرا وسيلة زراعة المرجان بما يسمح بنموه بصورة أسرع 50 مرة عن المعدلات الطبيعية.
** كان صلاح هناك ممثلا للاعبى البريميير ليج، لكن الجميل فى الأمر أنه عندما قدم النجم المصرى الجائزة للفريق الفائز، كشف مذيع الحفل البريطانى ديرموت أوليرى أنهما من مشجعى فريق ليفربول، ولهذا قدمت إليهما الجائزة من محمد صلاح نجم الريدز. وقد أخذ أحدهما يشدو بنشيد ليفربول: «لن تسير وحدك أبدا». ومن أعماق قلبه هتف: «أحبك يا مو».. وهذا يوضح لماذا كان صلاح هناك؟ كان هناك لأنه نجم الكرة الإنجليزية ونجم عالمى وكذلك نجم ليفربول وأدركت إدارة الجائزة أن منحها بواسطة صلاح إلى الفائزين العاشقين له ولناديه سيكون أمرا طيبا.. ما هذا الاهتمام بالتفاصيل وبقيمة كرة القدم وبأبطال كرة القدم ونجومها؟
** الحفل الذى أقيم فى لندن تحت رعاية الأمير ويليام، دوق كامبريدج وزوجته الأميرة كيت، تحرك خلاله المدعوون فوق السجادة الخضراء فى إشارة إلى أن جوائزه تعنى برعاية البيئة والحفاظ عليها والعمل على تقديم حلول مبتكرة للحد من التغيّر المناخى. ولم يكن صلاح هو اللاعب الوحيد فى الحفل، وإنما كان البرازيلى دانى ألفيش البرازيل ونجم برشلونة السابق، الذى حضر بصفته أحد أعضاء مجلس إدارة الجائزة، التى تهدف إلى إنقاذ كوكب الأرض. فالسجادة خضراء والمسرح بدون بلاستيك، والجائزة مليون جنيه إسترلينى لمن يفكر فى ابتكار يحمى بيئة الأرض. وعندما تحدث صلاح كان فى خلفية كلامه صوت موج المحيط، وأسفل قدميه مياه بخدعة تكنولوجية كما أظن. وقال النجم: «أنا نشأت بجوار البحر الأبيض المتوسط (بسيون بكفر الشيخ قرية نجريج التى تبعد حوالى 15 كيلومترا عن طنطا عاصمة الغربية) وما بين القوسين من عندى!
وقال صلاح: «المياه عنصر حيوى لنا وللكوكب. البحار والمحيطات قد يكون بها بلاستيك أكثر من الأسماك ما لم نفعل شيئا حيال هذا. إنه أمر مرعب. ولكن تم العثور على وسائل عبقرية لأحياء محيطاتنا».
** محمد صلاح لم يعد نجما فى كرة القدم فقط، ولكنه نجم مجتمع إنجلترا وبطل عربى، لاسيما عند الشباب والأطفال. وهو قدوة فى كفاحه وفى نجاحه، وقدوة فى مهاراته وإبداعه. وقدوة فى كلامه وثقافته، وهو واحد من أفضل الرياضيين العرب واللاعبين الذين أسقطوا فكرة أن الرياضى يفكر بعضلاته، ويتحدث بها.
** صلاح يحكم أوروبا. هكذا كان عنوان صحيفة «ديلى ميل» البريطانية بعد هدفه الرائع فى مانشستر سيتى، ويا له من عنوان. وأرقامه مذهله، وفى تقرير له بجريدة الاتحاد الإمارتية كتب الزميل معتز الشامى بعضا من هذه الأرقام، فهو يتصدر مؤشر أداء لاعبى الدورى بإجمالى إندكس 403 نقاط فى 8 مباريات ولعب 786 دقيقة هذا الموسم وسجل 7 أهداف، منها هدف من ضربة جزاء، وصنع 4 أهداف، وسدد 31 تسديدة، منها 19 مرة على المرمى، ومرر صلاح الكرة 284 مرة بنسبة دقة 82%، واللافت أن التمريرات المفتاحية بلغت 20 تمريرة و15 عرضية، واستعاد الكرة المقطوعة منه 5 مرات، وحصل على معدل 4.8 فى «توقع التهديف، وهو الأعلى فى البريمييرليج وقام صلاح بـ 38 مراوغة مهارية بالكرة فى المنطقة الهجومية، وصنع منها 24 «فرصة هدف»، وحتى على المستوى الدفاعى، فإنه نجح فى 24 تحديا، ونال علامة مرتفعة فى توقع «صناعة الفرص» بـ 3.9 للمباراة..
** أرقام مذهلة. لكن الأهم منها إبداعه. فهو اللاعب الذى تحب أن تذهب إليه الكرة، وهو اللاعب الذى ينتزع أهات الإعجاب من قلوب المشجعين فى المدرجات، وهو اللاعب الذى يملك مهارات فريدة مجتمعة. سرعة جرى، وسرعة قدمين، ومرونة، وخفة ورشاقة. وقدرة فائقة فى السيطرة على الكرة وسط المدافعين وفى أضيق المساحات.. ومازلت أرى أن أحسن لاعب فى العالم يجب أن يكون مبدعا ومبتكرا، قبل أرقامه وبطولاته. لكنه سيجد منافسة شرسة من بنزيمة الذى يرشحه كل من موديرتش وزين الدين زيدان للكرة الذهبية، بجانب كل من ليونيل ميسى وروبرت ليفاندوفسكى وجورجينيو.. لكن بالإبداع يستحقها صلاح وبشهادة العشرات من اللاعبين والمدربين الأوروبيين والعالميين.