لم يكن احد يعرف ان هذا الظهور المتتالي لياسر رزق في الاسابيع الاخيرة علي فضائيات عدة ومساحات من الوقت لم تفرد له حتي في ظل الاحداث ذاتها وفي عز سخونتها وقد باتت ذكريات يرويها علي الهواء وهذه الاحتفالية الهائلة في كل صحف مصر والتي – تقريبا – لم يتخلف عنها احد من اصدقاء وتلاميذ ومحبين ومجاملين ربما لم يعرفوا صاحبها بشكل مباشر لكن آثروا المشاركة في الاحتفاء بالكتاب الاخير ” ايام الخماسين ” نقول : لم يكن احد يعرف انها مراسم وداع كبيرة جدا رتبها القدر ..وللقدر تصاريفه وحكمته..
قبل سنوات قليلة اصيب الراحل الكريم بأزمة صحية خطيرة جدا كانت نسبة النجاة منها ضئيلة للغاية لكن كتبت الحياة من جديد وعاد الي المشاركة في الفعاليات العامة والتقينا وتحاورنا ووجدناه فجأه يتذكر اشياء قديمة كانت دليلا علي طاقة متجددة تتفاعل في جسد منهك ومتعب..لكن كانت الحكمة – حكمة القدر – تقتضي ان يقدم ياسر رزق شهادته علي العصر الذي شارك في صنع احداثه وكان طرفا فاعلا في الكثير من ترتيباته وتفاصيله وان كلمة النهاية كانت مؤجله ليقدم شهادته كامله ليرحل غير ” آثم قلبه “!
ويشاء القدر ان يشارك الراحل الكريم في منتدي شباب العالم ليكون اللقاء الاخير..والوداع الاخير..ولتكون الرحله قبل الاخيرة لتكون الاخيرة صباح اليوم !
رحم الله ياسر رزق..ابن واحدة من عائلات خط القناة الوطنية..وقد شرب وتشرب انتمائها وحبها لوطنها وشعبها..ورحم الله ياسر رزق الذي كان عونا لزملاءه ظهرا لهم في ” اخبار اليوم ” كما كان عونا لكل الصحفيين نائبا عنهم في مجلس نقابتهم..وظل علي العهد بعد ان ترك الاولي والثانيه فالخصال الطيبة الاصيلة ترتبط بصاحبها وليست بمواقعه!
وداعا ياسر رزق..وخالص العزاء لاسرته الصغيرة زوجته وابناءه.. ولاخبار اليوم اسرته الكبيره..ولكل الصحفيين المصريين والعرب ولكل محبيه.. وانا لله وانا اليه راجعون