انشغل الرأي العام عن بكرة أبيه -من إعلام وسوشيال ميديا ومواطنين- ومازال بموضوع المستريحين، الذين نصبوا على عدد كبير من المواطنين وسرقوا أموالهم برضاهم؛ بسبب طمعهم.
وفي غمرة هذه الأحداث للأسف كانت هناك فاجعة لم يهتم بها أحد على قدر أهميتها العظيمة عند الله وألمها الحزين والمبكي عند ذويها؛ وهي حادثة استشهاد اللواء منتصر عبدالنعيم وكيل إدارة التحريات والأمن بوزارة الداخلية، واللواء أحمد محيي مساعد منطقة جنوب الصعيد للأمن العام، بالإضافة إلى مجندين اثنين هما أحمد صديق، وأحمد سعودي كانا مرافقين للواءين، وذلك خلال مطاردة أحد المستريحين بنطاق مركز إدفو.
لقد مرت فاجعة استشهاد اللواءين والمجندين مرور الكرام على غالبية أهل الإعلام والمواطنين، ولم يأخذ هؤلاء الشهداء حقهم من قيمة التضحية الكبيرة والفداء الذي قاموا به مثلهم مثل غيرهم من رجال الشرطة والجيش، الذين دائمًا يضحون بما هو غال، ويبذلون أثمن ما يملكون؛ وهي أرواحهم لتوفير الأمن والأمان لشعب مصر، ونصرة هذه الأمة، ودائمًا يسطرون صفحات التاريخ بمداد من ذهب عن بطولاتهم وتضحياتهم، ولم نعرف ما هي ظروف الأسر الذين تركهم هؤلاء الشهداء خلفهم؛ من ولد يتيم وأرملة مفجوعة وأم ثكلى وأب مكلوم وأشقاء الحزن يملأ قلوبهم.
ولكن يكفي هؤلاء الشهداء أنهم سوف يأخذون حقهم من عند مليك مقتدر، ويسكنهم جناته ويكرمهم بالرحمة والمغفرة، ويجعلهم سبحانه وتعالى أحياء يرزقون.
وندعو الله أن يعوض أسرهم ومن كانوا يعولونهم خيرًا ويملأ قلوبهم بالصبر والاحتساب، ويخلف عليهم كل الخير ويثبتهم لفقدهم عزيزًا غاليًا ليس في قلوبهم فقط، ولكن في كل قلب مصري شريف يقدر قيمة التضحية والفداء لأولادنا الشهداء من الشرطة والجيش.
mahmoud.diab@egyptpress.org