المرضُ هو ابتلاء من الله عز وجل يصيب به الإنسان، وما منّا من أحدٍ إلا ويصيبه المرض أو يصيب من حوله ممّن يحب، وهو مظهرٌ من مظاهر الضعف البشري، ويكسر الكبرياء، ويزل الأنفس، ويعاني الكثير من أهلنا من أصحاب الأمراض أصحاب الموارد المالية المحدودة والأسرة الفقيرة من المعاناة في تلقي العلاج؛ نظرًا لارتفاع تكاليفه، خاصة أجرة كشف الدكاترة أصحاب العيادات والمستشفيات الخاصة، وكذلك حتى ارتفعت أسعار الأدوية ارتفاعًا كبيرًا.
وبالرغم من قيام الدولة مشكورة بتوفير العلاج وإجراء العمليات لغير القادرين على نفقتها، والمبادرات الرئاسية الصحية إلا أن ذلك غير كافٍ لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى غير القادرين ماديًا، والذين يأملون الشفاء من عضال مرضهم.
وحان الآن أن نقول نظرة إنسانية يا أهل الطب لكل المرضى الغلابة، والاهتمام في المقام الأول بجودة الخدمة العلاجية في المستشفيات الحكومية والتي لا يرتادها إلا الأسر متوسطة ومحدودة الدخل والفقراء وغيرهم من المحتاجين، وتوفير العلاج لهم بالمجان مع حسن المعاملة، وأيضًا كذلك الاهتمام بمستشفيات التأمين الصحي؛ حيث يعاني الموظفون وأصحاب المعاشات من سوء الخدمة وعدم المعاملة الإنسانية بها، مع صرف كميات بسيطة من الأدوية التي لا تجدي، وعلى ملائكة الرحمة من أطقم التمريض الرأفة بالمريض، ولا ينسوا أنه لا أحد كبير على المرض.
ويجب على كل الأطباء أن يتذكروا قسم أبقراط، والذي من المفروض أن يقسمونه قبل مزاولة المهنة، ومن ضمن بنوده الرحمة بالمريض، ولا يكون كل همهم تحقيق المقولة الشهيرة بينهم، وهو امتلاك الخمسة عين في أسرع وقت، وهي العيادة والعربية والعروسة والعمارة والعزبة؛ وذلك على حساب المهنة السامية، وجزر المرضى ماديًا؛ حيث للأسف هناك الكثير من الأطباء يغالون كثيرًا في أسعار كشفهم الذي تعدى الألف والألفي جنيه في الكشف الواحد، ومثلهم في إعادة الكشف، وعليهم أن يتذكروا أن هناك يومًا سيرجعون فيه إلى الله.
mahmoud.diab@egyptpress.org