ويؤكد : من يحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليه أن يتخلق بأخلاقه
ومن يحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يغش ولا يحتكر ولا يستغل
كتب عادل يحيى
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي ومحاربة الأفكار المتطرفة، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة، ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 14/ 10/ 2022م خطبة الجمعة بمسجد الإمام “الحسين” بالقاهرة، تحت عنوان: “فضائل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)”.
وفي خطبته أكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أننا نتعبد إلى الله (عز وجل) بالصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبالترضي على أصحاب سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) الطيبين، وآل بيته الأطهار، وأزواجه أمهات المؤمنين عليهم جميعًا السلام.
كما أكد أن القرآن الكريم قد تحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديثًا كاشفًا عن مكانته وعظيم أخلاقه، حيث زكى لسانه فقال: “وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى”، وزكى بصره فقال: “مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى”، وزكى فؤاده فقال: “مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى”، وزكى عقله فقال: “مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى”، وزكى معلمه فقال: “عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى”، وزكى خلقه فقال: “وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”، وزكاه كله فقال: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”، يقول الشاعر:
وَضَمَّ الإلهُ اسمَ النبي إلى اسمِهِ
إذ قال في الخمس المؤذِّنُ أشهدُ
وشقّ له من اسمه لِيُجِلَّهُ
فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ
مشيرًا إلى أن الحق سبحانه وتعالى أمرنا في محكم التنزيل بالصلاة والسلام عليه، وصلى رب العزة بنفسه على نبينا (صلى الله عليه وسلم)، وأخبرنا أن الملائكة تصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “مَن صَلَّى عَلَيَّ واحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عليه عَشْرًا”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “أتاني آتٍ من عندِ ربِّي عزَّ و جلَّ، فقال: مَن صلَّى عليك من أُمَّتِك صلاةً كتب اللهُ له بها عشرَ حَسَناتٍ، و محا عنه عشرَ سيئاتٍ، ورفع له عشرَ درجاتٍ، وردَّ عليه مثلَها”، ويروي لنا سيدنا أبي بن كعب (رضي الله عنه) أنه قال: قلتُ يا رسولَ اللهِ ! إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي ؟ فقال : ما شئتَ، قلت : الربعَ ؟ قال : ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ : النصفَ ؟ ! قال : ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلت : فالثُّلُثَيْنِ ؟ قال : ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ : أجعلُ لك صلاتي كلَّها ؟ ! قال : إذًا تُكْفَى همَّك، ويُكَفَّرُ لك ذنبَك”، فبالصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) تنجلي الكرب وتنكشف الغموم وتزول الهموم وتغفر الذنوب وتحصل البركة في المال والأهل والولد والعمر، فأكثروا من الصلاة والسلام عليه حتى تنالوا جنة ونعيمًا.
كما أكد أن حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جزء من إيماننا بالله سبحانه، وجزء من عقيدتنا حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): ” لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِهِ، ووالدِهِ، والناسِ أجمعينَ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “ثلاثٌ مَن كُنَّ فيهِ وجدَ بِهِنَّ طعمَ الإيمانِ، مَن كانَ اللَّهُ ورسولُهُ أحبَّ إليهِ مِمَّا سواهُما، وأن يُحبَّ المرءَ لا يحبُّهُ إلَّا للَّهِ، وأن يَكْرَهَ أن يعودَ في الكفرِ بعدَ إذ أنقذَهُ اللَّهُ منهُ كما يَكْرَهُ أن يُقذَفَ في النَّارِ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا”.
مؤكدًا أن الحب ليس بالكلام، فحب الله (عز وجل) يكون بطاعة الله، وحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكون بالعمل بسنته والتخلق بأخلاقه بأن نتراحم ونتكافل، لا نكذب ولا نغش ولا نخون ولا نستغل ولا نتاجر بحاجات الناس ولا بمصالحهم ولا بأقواتهم فالمحتكر ملعون والمستغل ملعون وكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به، يقول الشاعر:
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ
هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ
إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
فمن يحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فليبرهن على الحب بالتخلق بأخلاق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمانة وصدقًا ووفاءً وتراحمًا وبعدًا عن الغش والاستغلال والغيبة والنميمة والكذب، موضحًا أنه ينبغي على المسلم أن يكثر من ذكر الله (عز وجل) ومن الصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ”.