قال..
وكنت يوما أحب تلك الضحكة على شفتيك..
وجهك التميمة، الذي لا طالما حملته بداخلي..
كنزا ادخره لأيام الجوع الطوال..
مشاعرك..
دفاترك..
أشياءك الصغرى..
وقع حروفك الأولى..
تلك الكلمات التي ظننتها كالغيث..
تسقي ظمأ القلب بعد سنين عجاف..
آمنت بها دفئا يسري في أوصال أماتها البرد..
فيعد لها الحياة..
واليوم؟!..
ونحن على مشارف الوداع..
على قيد اللامسافة من رحيل مؤكد..
بعد أن حصدَنَا الخذلانُ سنابلَ يابسات..
ماذا يبقى؟!..
وأنا أعلم يقينا أنه لا محل للأمنيات ها هنا..
بعدما صارت على قيد المحال..
وأن كل ما فينا إلى حتفه يمضي..
تبقى بداخلي تلك الأمنية الحمقاء..
كآخر باب ألج منه إلى التوبة عن ذنب هواك..
أن أحذف نبرة صوتك من أذني..
وأرجم طيفك الملعون الذي يسكن أحداقي..
أو..
أمحو ملامحك المحفورة في ذاكرتي كلعنة أبدية..
فأنَّى لي؟!..
وأنا لا أملك بعد تلك التقنية التي تسمى بالنسيان..
لا أملك ذلك الزر..
الذي يشطب كل العمر جملة واحدة..
ياااا لجبروتك..
بلا زمن..
امتلكتني ورحلت..
أليس الإحسان أولى بالإحسان؟!..
هاك كلي، أعطيتكه..
فماذا، يا قاتلي أعطيت؟!..
تبا..
انتهى..
بقلمي العابث..