لقد نجحت الرياضة التى أصبحت جزءا هاما من أساسيات الدول فى ترسيخ وحدة الشعوب وتآخيها فيما فشلت فيه السياسة وهذا ما شاهدناه فى المباراة التاريخية بين المنتخب السعودى الشقيق ومنتخب الأرجنتين، والتى تفوق فيها بجدارة المنتخب السعودى بالفوز بنتيجة هدفين مقابل هدف فى افتتاح مباريات المجموعة الثالثة بمونديال قطر، وكيف أشعل هذا الانتصار مظاهرات الفرحة العارمة فى كل قلوب الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ابتهاجا بهذا النصر العظيم.
وهذه الغبطة من الفرحة تدل أن الشعوب العربية مازالت تكن لبعضها البعض الخير والحب وأنها تتوق إلى التلاقى والتآخى فيما بينهم وإن الفوز السعودى أظهر دفء العلاقات فى القلوب والتقارب الوجدانى فيما بينهم وإن أفراحهم مشتركة وأنهم يشد بعضهم أزر بعض، وتجمعهم مشاعر واحدة تتجاوز فروقاتهم الثقافية والحدودية وكأنهم يعيشون فى بيت واحد.
فهل نجد القادة والسياسيين العرب أن يستثمروا هذه الفرصة الذهبية ويخطو أولى خطوات تطوير سبل التعاون والتكامل الحقيقى بين كافة الدول العربية وتعميق تعاونهم فى جميع المجالات والتصدى المشترك للتحديات والمعوقات والمشاكل التى تواجه الوطن العربى والعمل على حلها كما فعلت الرياضة بين شعوب الوطن العربى والعمل على تعميم ثقافة الإنجاز والتعاون والإيجابية فى سبيل وحدة هذا المجتمع العربى والحفاظ على أرضه وثرواته والذى يتطلب إقامة تكتل اقتصادى عسكرى عربى موحد يتضمن من بينها إقامة السوق العربية المشتركة التى يتردد إنشاء صداها منذ قرون ولم يتم شيئا والتى سوف تكون نتائجها ايجابية لصالح أفراد الشعوب العربية والخليجية من رفع مستوى المعيشة فى ظل الظروف الصعبة الاقتصادية التى تضرب اقتصاديات العالم أجمع الان والعمل على انشاء جيش عربى قوى لدرء المخاطر من أطماع الغرب فى ثروات هذا الوطن فهل نجد ذلك ادعو الله أن يحدث.