أسهمت الاتصالات التي يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قادة الدول العربية، في زيادة التفاعل السياسي بين القاهرة والعواصم العربية لمواجهة التحديات التي تواجهها الأمة العربية، وتبدأ تلك الزيارات بهدف التقارب السياسي بين القادة العرب، وهو ما ينعكس فعليا علي الشعوب العربية بالإيجاب، خاصة وأن الكثير من المصريين يعملون في كل البلدان العربية في جو يتسم بالأخوة والترحيب من قادة وحكومات هذه الشعوب للمصريين.
فالأخوة والترابط الذي جمع القيادة المصرية والقادة العرب، كان سبباً في الاحتفاظ بالعمالة المصرية في هذه البلدان، رغم قيام معظم حكومات تلك البلاد بتنفيذ خطط الاستغناء عن العمالة الخارجية أو تخفيضها، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها العالم سواء كان ذلك مرتبطا بفيروس كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية، التي كانت سببا في انخفاض نسبة النمو علي معظم اقتصادات العالم بما فيها الدول الصناعية الكبرى، التي لم تسلم هي الأخرى من تداعيات أزمتي كورونا والحرب الروسية.
إن مواصلة الرئيس السيسي في استقبال القادة العرب في القاهرة أو قيامه بالزيارات في العواصم العربية، ساهم في تفعيل التبادل التجاري بين مصر وأشقائها، فضل اعن الزيارات السياحية للمواطنين العرب للقاهرة والتي تمثل بالنسبة لهم المدينة الحاضنة لكل الثقافات العربية قديمها وحديثها، ولم تتوقف تلك العلاقات الطيبة التي أرستها القاهرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي علي السياسة والتجارة والسياحة، ولكنها امتدت للتعاون في كافة المجالات الأمنية بما فيها محاربة الإرهاب والتطرف والأفكار الهدامة التي تعيق تقدم العلوم بما لا يخالف الشريعة الإسلامية والذي تمثله مؤسسة الأزهر الشريف ومنارتها العلمية ليس داخل العالم الإسلامي فقط ولكنه ينتشر في ربوع العالم أجمع، في ما يعرف بالإسلام الوسطي.
كل هذه المعطيات كانت إحدى الاستثمارات التي خلفتها زيارات الرئيس السيسي للعالم العربي، وكانت مؤشراً قوياً علي مواصلة مصر لدورها التنموي ليس في محيطها الإقليمي فقط، ولكنه يمتد لكافة بلدان العالم اجمع، والذي أعطى لمصر المكانة المرموقة التي تحتلها الآن في كل العواصم العالمية، حيث مصداقية التعامل مع الجميع وفق ضوابط الاحترام المتبادل والشفافية في تناول كافة الموضوعات التي يتم مناقشتها خلال تلك اللقاءات، والذين اجمعوا خلال زياراتهم للقاهرة أن هناك تغيرات حقيقية تتم علي الأرض المصرية نحو الأفضل، وبما يعود بالنفع علي مواطنيها بالخير وعلي أمتها أيضا، حيث ارتفع التبادل التجاري بين مصر والبلاد العربية لنحو غير مسبوق، تماشيا مع تلك السياسة الحكيمة التي تتخذه القاهرة مع الأشقاء دون تفرقة أو تمييز بينهم، وهو ما أعطي للقاهرة مصداقية في التعامل مع الجميع والاستماع إلي نصائحها في القضايا المصيرية.
عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس